أكد نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ان "الاصلاحات الملحّة والمطلوبة اليوم ليست "تصليحات" او "ترقيعات" او زيادة ضرائب على الناس، بل اعمال فعلية فورية على الدولة القيام بها لاستعادة كسب ثقة الناس".
حاصباني شارك ابناء رعية الشويفات للروم الأرثوذكس في القداس الإلهي في كنيسة مار ميخائيل المدبر، واجتمع بعدها بالقواتيين والمناصرين في دارة عضو المجلس المركزي في حزب "القوات اللبنانية" المهندس فارس طراد بحضور النائب انيس نصار ممثلا بالاستاذ بجوزيف الشرتوني و مساعد منسق منطقة عاليه في "القوات" المهندس ايلي زخور.
وشدد حاصباني على ان "المطلوب استقامة العمل بالدولة قبل الطلب من المواطن التضحية اكثر عبر استمرار ثقته بالسوق المالي في لبنان والقطاع المصرفي، او عبر تسديده ضرائب اضافية او وغيره"، مضيفا: "لا يمكن ان نطلب من المواطن دفع المزيد من الضرائب والرسوم قبل حل مشكلة الهدر بميارات الدولارات اكان في الجمارك او المعابر الشرعية وغير الشرعية او المؤسسات العامة او غيرها".
كذلك توقف حاصباني "عند ما نشاهده اليوم في البلد من قبل بعضهم من تصرفات وتذاك وسباقات للاستقطاب الشعبي وتقوية المواقع في السلطة والاطاحة بالغير"، فإعتبر أن "كل هذه التنافسات مشروعة طالما هي في اطارها الديمقراطي الطبيعي الشريف، ولكن حين تصبح غير مشروعة حين تكون مهددة لكيان البلاد واستقرارها وحين تكون مبنية على منافسات شخصية وسلطوية هدامة".
وشدد على ان "الوضع في البلاد لا يحتمل التذاكي على بعضنا البعض"، وقال: "هناك من يتذاكى كي يستمر بالاستفادة الشخصية من الفوضى ومن الخلافات ما بين الاخرين. لبنان لا يستطيع ان يستمر باعتماد النهج نفسه الذي كان سائدا في السابق حين كانت هناك بحبوحة واموال تدخل الى لبنان وتعوض عن الهدر. اليوم لم يعد هذا الواقع قائما ولا احد مستعد ان يساعد لبنان ان لم يساعد هو نفسه".
وشكر حاصباني كاهن الرعية على "الدور الذي يقوم به ليعزز صلة المؤمنين بكنيسته وعلى الرابط بين الايمان والفعل الذي يجسده باعمال"، وقال: "نحن في هذه الدنيا لخدمة بعضنا البعض وهذا اساس الانسانية. جميعنا يدرك اننا نمر بظروف صعبة وأنا ازور الكنيسة التي شيّدت منذ اكثر من 170 عاماً كنت افكر بتاريخ لبنان وما مر عليه وعلى هذه المنطقة بالتحديد من مصاعب ومشاكل كبيرة ولكنها بقيت نموذجاً للتعايش الانساني والوجداني".
كما توجه الى الحاضرين بالقول: "لبنان بطبيعته وجغرافيته وتركيبته مجبول بالتحديات. تركتم منطقتكم واليوم تعودون اليها بسلام والفة ومحبة واتمنى عليكم الا تسمحوا لاي خطاب او انتماء ان يعيد الى قلوبكم الحقد والغضب، وحدها المحبة والتعاون والتسامح والانفتاح تسمح للبشرية ان تستمر ولبلد كلبنان ان يستقر وينمو ويزدهر. من اهم الامور كي يحافظ لبنان على هويته ان تتمسكوا بجذوركم وارضكم".
وختم حاصباني: "الانسان المتمسك بالارض لا قوة تهزه. انتم تعودون الى ارضكم بمحبة ووفاق ومصالحة مع الذات اولاً وانفتاح على الاخر وتسامح، هذه هي الارثوذكسية هذه هي استقامة الرأي وهذا هو الوجدان الارثوذكسي. لا خوف على جذورنا اذا كانت المحبة مستمرة والاستقامة بالفعل والقول قائمة".