يوم الأحد السادس من تشرين الأول سجل أحرارٌ لبنانيون موقفهم على تراب وطنهم وقالوا كلمتهم في وجه هذه السلطة الجائرة وفسادها، وفي وجه هؤلاء الاحزاب الذين أثبتوا أنهم غير مؤتمنين على مصير وطنهم ولا أبناء مناطقهم ولا على أمانة الصوت الإنتخابي الذين يزحفون من أجله في مواسم الإنتخابات.
مظاهرات عدة شهدتها المناطق اللبنانية من الجنوب إلى بيروت إلى الشمال إلى بعلبك ليشكل أحرار لبنان حزاما بالفعل والكلمة ضد الفساد والإهمال والحرمان، ضد العهد الذي أثبت فشله على كل صعيد وباتت كل الكنى والألقاب مجرد أكاذيب أريد منها تخدير الناس وإلهائهم فكان السقوط مدويا مع بداية الإنهيار المالي والإقتصادي، فكان لا بد لهؤلاء الأحرار من التعبير عن رفض الواقع دفاعا عن لبنان والدولة والجمهورية ضد عهد الصفقات والمحاصصة والفساد والسرقة ونهب المال العام والإعتداء على خزينة الدولة, ضد عهد الاحزاب وأزلامها ومحسوبياتها .
اعتصم أحرار بعلبك وتظاهروا لتثبيت الحق بالتصدي لكل محاولات إلغاء الوطن على حساب الأحزاب، وإلغاء الوطن والمؤسسات على حساب الطائفية والمذهبية المقيتة، وإلغاء الوطن والأجهزة على حساب الزعامات الواهنة، تلك الزعامات التي أثبتت فشلها في قيادة وطن ورعاية أمة.
إقرأ ايضاً : العهدُ العجوز والسلطةُ الشمطاء
عقد هؤلاء الأحرار العزم على المضي قدما نحو التصدي لكل محاولات الإقصاء والإهمال والحرمان التي تتعرض لها منطقة بعلبك الهرمل، وعلى التصدي لكل الإعتداءات على مال الدولة ومقدراتها وماليتها، وعلى التصدي لكل أنواع الكذب والنفاق السياسي لأحزاب المنطقة وقوى الأمر الواقع فكانت وقفة اليوم أمام سراي بعلبك البداية لاستعادة الدولة وهيبتها ومقدراتها من أيدي اللصوص والخونة.
كانوا قلة في ميزان القوى لكنهم كانوا صوت الأكثرية الساحقة في التعبير عن الرفض , رفض الخنوع ورفض الإنبطاح ورفض السكوت أمام محاولات إنهاء البلد، والقبض على ثرواته ومكتسباته.
وقفوا وقفتهم تلك بالرغم من كل محاولات كمّ الأفواه، فبعدما عجزت الدولة والعهد عن مواجهة الحقائق والوقائع، ذهبوا إلى ترويع الرأي العام بحجة هيبة الدولة التي أساؤوا إليها أكثر من غيرهم واعتدوا عليها أكثر من غيرهم.
الدعوة مستمرة إلى كل أحرار لبنان لا سيما في بعلبك الهرمل على الإستمرار بالتحرك حتى تحقيق المطالب والبدء بحلول جذرية للأزمة الإقتصادية والمالية والبدء بخطوات جدية لمكافحة الفساد ووقف الهدر ومحاسبة المسؤولين عن نهب المال العام ومالية الدولة .
وهذه دعوة كل حريص على وطنه وبلده دعوة خارج الطوائف والأحزاب والمحسوبيات وما هي إلا صرخة وطنية بعيدة عن أي استغلال سياسي داخلي أو خارجي، بالرغم مما تشيعه الماكينات الإعلامية التابعة للسلطة والأحزاب وهم يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون وهم يعلمون أنها صرخة حق وأنها صرخة شعبية وطنية وأنها صرخة الوجع الحقيقي الذي يؤلم كل لبناني في كل المناطق اللبنانية .
هذه الدعوة من أحرار بعلبك إلى كل لبنان لستمر الحركة المطلبية وصولا إلى تحقيق الأهداف.