أين هي آلام اللبنانيين وهواجسهم لدى السياسيين في لبنان؟
حوّل نائب رئيس مجلس النواب الحالي السيد إيلي الفرزلي حلقة "صار الوقت" مع الإعلامي السيد مارسال غانم بالأمس إلى حفل مدح وتبجيل لعهد الرئيس عون، مُتغافلاً ومُبخّساً لآلام اللبنانيين وهواجسهم هذه الأيام، والتي عبّرت عنها تظاهرات الأحد الماضي، واضعاً إياها في خانة المؤامرات التي تُحاك في وجه العهد ووجه رئيس مجلس الوزراء، كلٌّ حسب نصيبه من الهتافات والأصوات المعترضة بحقّ كلٍّ منهما، ولو اقتصرت الحلقة على ذلك لهان الأمر، فقد حوّل الفرزلي الحلقة وجهة الخطابة المتوترة، والانفعالات العصبية التي لا تليق بمسؤولٍ مخضرم عايش فترة الوصاية السورية على لبنان، وها هو يعود بعدها لحلبة السياسة اللبنانية من بوابة التيار الوطني الحر وزعيمه الرئيس عون في انتخابات العام ٢٠١٨، إلاّ أنّ الفرزلي (وللأسف الشديد ) ما زال أميناً لعقلية وروحية عهد الوصاية السورية التي لا تولي أي اهتمام لمعاناة المواطنين، سواء كانوا لبنانيين أو سوريين أو عراقيين أو مصريين، فالانتفاضة الشعبية في مصر في الآونة الأخيرة سببها، كما يُنظّر الفرزلي، مطالبة الرئيس السيسي بعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، والانتفاضة الشعبية في لبنان سببها خطاب الرئيس عون في الأمم المتحدة وانفتاحه على النظام السوري، والانتفاضة الشعبية في العراق سببها فتح معبر"البوكمال" مع سوريا، وهكذا بدت الحلقة التلفزيونية التي ينتظرها اللبنانيون أسبوعيّاً، لملء الخواء السياسي والثقافي الذي يحيط باللبنانيين من كلّ جانب، فارغة من أي مضمون وباهتة ومُملّة، ولم يتمكن مُعدّها السيد غانم أن ينتشلها من دوامة الادعاءات الفارغة والبهورات الإعلامية التي لا تشفي غليلاً ولا تفكُّ مغيصاً، وظهر السيد الفرزلي بعد تجربة سياسية مديدة ولم تصقله خبرةٌ ولم يزدد علماً، وحالُه كحال ذاك الأعرابي الذي لزم سفيان بن عُيينة حتى سمع منه ثلاثة آلاف حديث، ثم جاء يودعه، فقال له سفيان: يا أعرابي، ما أعجبك منها؟ فقال: ثلاثة أحاديث: حديثه(ص) كان يُحبّ الحلواء ويحب العسل، وحديثه: إذا حضر العشاء وحضرت الصلاة، فابدأوا بالعشاء، وقوله: ليس من البرِّ الصيامُ في السفر.