أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أنه "يتوجب علينا ان نؤدي دورا كبيرا على مستوى الكنيسة والعائلة او المدارس لنساعد الأجيال الجديدة أن يتربوا على قيمنا الأساسية الوطنية التي ضعفت كثيرا ولمن نحن بحاجة لأن نقويها أكثر".
وفي كلمة له خلال إزاحته الستارة عن نصب القديس مارون في بلدة داربعشتار في الكورة، أشار الراعي الى "انني موجود في داربعشتار بفرح لأننا نبارك تمثال ابانا القديس مارون الذي قد شئتم أن يكون على هذه المستديرة، ونحيي كل من تقدم بالارض"، لافتاَ الى أن "هذا العمل يتصل بالمئوية الأولى لدولة لبنان الكبير السنة التي بدأناها في أول أيلول. لبنان لم يولد فقط في أول ايلول 1920 لكنه كان موجودا بارضه وشعبه وثقافته في كل العهود التي مرت في المنطقة، وبقينا كلبنانيين حاضرين وحاملين ثقافتنا التي تبلورت في الدستور والميثاق أن نكون في لبنان شعبا منفتحا على التعددية الدينية والثقافية والسياسة، هذا ما يتميز به لبنان عن بقية الدول في الشرق الاوسط، هذا الوطن الذي نعيش فيه كمسلمين ومسيحيين بمساواة في الحقوق والواجبات حسب الدستور، هذه المساواة التي هي في صميم ثقافتنا اللبنانية، وبالتأكيد إلى جانب مفاهيم أخرى كالحريات اهمها الحرية الدينية وحرية المعتقد وحرية التعبير والثقافة والسياسة، والحرية الحزبية وهذا ما لا نجده في اي بلد من بلدان الشرق الاوسط، كل هذه الحريات موجودة في دمنا وفي ثقافتنا كلها قيم وثوابت قام عليها لبنان ولا يمكن ان تتغير برغم الظروف الصعبة اقتصاديا وانمائيا وماليا".
وأكد أنه "عندما نرى ارتفاع تمثال ابينا القديس مارون نرى القديس الذي كان مثل حبة القمح التي تعطي ثمارها، الثمار هم التلاميذ الذين تبعوا القديس مارون في حياته وكونوا كنيسة مع البطريرك يوحنا مارون سنة 686 ومنها انطلقت فكرة تجسيد الفكرة الروحية في وطن وقادوا هذه المسيرة البطاركة الموارنة عبر التأريخ، وتكون هذا الكيان اللبناني الذي كل قيمته انه ليس احاديا، لا لون واحد، ولا دين واحد، ولا مذهب واحد، هذه فلسفة الدستور اللبناني والميثاق الوطني الذي على اساسها قام اتفاق الطائف".
وأشار الراعي الى "انني أقول هذا الكلام كي لا نخاف ونحافظ على كياننا الذي لا يموت بسهولة،أطلب من كل أبناء المنطقة عندما يمرون من هنا ويشاهدون تمثال مار مارون الذي يذكرنا بتاريخنا المسيحي وبكل تاريخنا اللبناني المتنوع أن نشكر كل من قدم التمثال ونكمل طريقنا حتى نتجاوز كل الصعوبات لأن ثقافتنا هي الأساس التي عليها تبنى الأوطان".