الحاجة وفاء، أصبحت في ليلة وضحاها أشهر من نار على علم، بعدما صار لقبها المليونيرة المتسولة"، رغم أنّها كانت تُعرف بالمرأة "اللي على باب الله". لكن بعدما تمّ الكشف عن رصيد حسابها في "جمّال ترست" بنك، تبيّن أنّها صاحبة ثروة مالية وصلت إلى أكثر من مليار ليرة لبنانية، وها ما صدم جميع الناشطين على السوشيل ميديا.
تؤكد المعلومات التي أدلى بها الروّاد، أنّها معروفة في منطقة صيدا وعادةً ما تجوب الشوارع هناك من أجل الحصول على ما يكفي يومها، ليكتشفوا بعدها وبورقة موثّقة من البنك، حيث كانت تنقل أموالها إلى مصرف آخر، أنّها تملك ما لا يملكه كلّ من أشفق عليها في يوم من الأيّام وقرّر مساعدتها.
وتبع هذا الخبر بعد ساعات، انتشار فيديو لها أثناء تواجدها في أحد المقاهي، حيث كانت تتسوّل وتستعطف سيدة تُدعى هدى- يبدو أنّها على معرفة مسبقة بها، طالبة منها المساعدة المادية، قائلة: "ولو ما انت بتعرفيني".
موجة من السخرية والانتقادات اجتاحت صور هذه الحاجة بعد نشر هذا الخبر عنها، حيث جاء في بعضها: "صحتين على قلبك يا حجة وفاء والله يهنيكي بتعبك، انشالله تكون شافت الكومنت الحجة وفاء وتدعمنا، ما بقى بدي اشتغل بوكرا نازل عالشحادة بتوفي اكتر"، "بتعطي على ماما لتكون هي".
إقرأ أيضًا: «الذُلّ والواسطة».. مقومات التعليم الرسمي في لبنان؟
واعتُبرت الحاجة وفاء ثاني أغنى متسولة في لبنان بعد فاطمة عثمان التي كُشف عن قيمة ثروتها بعدما وُجدت متوفّاة بشكل طبيعي في منطقة البسطا الفوقا، داخل السيارة التي كانت تتخذها كمسكن لها، عن عمر 54 سنة، وقد بلغت ثروتها أكثر من 5 مليون دولار.
أمّا السؤال الذي بات حاليًا يدور في أذهان الناس هو كم من فاطمة ووفاء يمكن أن نجد لاحقًا، لا سيما وأنّ الصدفة وحدها من تلعب دورها، حيث فتحت الأخيرة أعين الغافلين. فيما يقترح بعض المعلقين في هذا السياق، عن وجوب منح الشعب اللبناني لقب "الشعب الطيب"، معتبرين أنّه بات يُستغلّ من قبل هذه الفئة أيضًا، وما زال يُعطي رغم الضائقة الإقتصادية، فلا يكفيه أنّه وقع وما زال، ضحية السياسيين، وأتى بعض المتسولين وزادوا الطين بِلّة وأصبحوا ضحية لهم كذلك.
وقد ربط هؤلاء بين فاطمة ووفاء، وبين قضية الشاب محمد ريما الذي حصل بدوره على مساعدات مالية كبيرة مؤخرًا من أجل علاجه، لتنتشر معلومات بعد ذلك تشير إلى أنّه جمعها بهدف "تأمين مستقبله"، ولم يُعرف بعد حقيقة وتفاصيل ما نُشر، وما حصل حتى الآن.