نقلت صحيفة "بوليتيكو" الاميركية عن مسؤولين فرنسيين قولهم أن "وافق كلا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الايراني حسن روحاني على وثيقة من أربع نقاط توسط فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك الأسبوع الماضي كأساس لعقد اجتماع وإعادة إطلاق المفاوضات بين البلدين"، مشيرين إلى أنه "في حين وافق ترامب وروحاني على الوثيقة فقد انتهى الأمر بعدم الاجتماع بعد إصرار روحاني على أن ترامب يعلن أولاً أنه سيرفع العقوبات الأميركية ولم تتم مكالمة هاتفية حاول ماكرون إقامتها بين الزعيمين كبديل للاجتماع لأن روحاني رفض المشاركة".
وأوضح المسؤولون الفرنسيون أن "الوثيقة كان نتيجة أيام من الدبلوماسية المكوكية التي قام بها ماكرون على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بهدف نزع فتيل التوتر بين طهران وواشنطن وهذا التوتر يتصاعد منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي بموجبه قبلت إيران الضوابط على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الدولية".
وكشفت الصحيفة أن "الوثيقة كانت تنص على موافقة طهران على أن إيران لن تحصل أبدًا على سلاح نووي وستلتزم تمامًا بالتزاماتها وتعهداتها النووية وستقبل التفاوض بشأن إطار طويل الأجل لأنشطتها النووية، الامتناع عن أي عدوان والسعي إلى سلام حقيقي واحترام الشروط في المنطقة من خلال المفاوضات وهذه الوثيقة تعكس التصريحات التي أدلى بها ترامب أمام الجمعية العامة الأسبوع الماضي و كجزء من الخطة أيضًا ، ستوافق الولايات المتحدة على رفع جميع العقوبات التي أعيد فرضها منذ عام 2017 وسيكون لإيران القدرة الكاملة على تصدير نفطها واستخدام عائداتها بحرية".
ولفت المسؤولون الفرنسيون إلى انه "على الرغم من أن برنامج الصواريخ البالستية الإيراني لم يرد ذكره على وجه التحديد في النص إلا أن اللغة المتعلقة بدور طهران الإقليمي مفهومة من جانب جميع الجهات على أنها تعني أن ذلك سيكون جزءا من المفاوضات".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "تم الإبلاغ عن بعض عناصر الجهود الدبلوماسية الأخيرة في الأيام الأخيرة من قبل "النيويوركر" و"نيويورك تايمز" ولكن لم يتم الإبلاغ عن نص المستند المقدم من قبل ماكرون سابقًا"، معتبرةً أن "الوثيقة صممت لتسمح للجميع بالمطالبة بالنصر، سيكون بوسع ترامب أن يقول إنه وصل إلى هدفه الطويل الأمد المتمثل في توسيع الصفقة النووية الإيرانية لتشمل أنشطة طهران الإقليمية والباليستية ويمكن أن يزعم قادة إيران أنهم قاوموا سياسة الولايات المتحدة المتمثلة في أقصى قدر من الضغط وحققوا تخفيفًا تامًا للعقوبات وسيكون ماكرون قادرًا على تصوير نفسه على أنه صانع سلام تجنب حربًا جديدة في الشرق الأوسط واستعاد فرنسا كصاحب قوة عالمي أساسي".
وأوضح المسؤولون الفرنسيون أن "هذا التقدم قد أُحبط بعد أن أصر روحاني على أن يعطي ترامب مؤشراً قبل أي اجتماع على رفع العقوبات الأميركية"، معتبرين أن "هذا الموقف يعكس صعوبات روحاني في الداخل، حيث تعارض عناصر من النظام الإيراني بشدة أي اتفاق مع الولايات المتحدة والحذر من الوثوق بترامب بعد انسحابه من الصفقة النووية".
وكشف المسؤولون عن أن "ترامب وافق على الوثيقة في اجتماع مع ماكرون بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي في فندق "لوت نيويورك بالاس"، ثم قدم ماكرون روحاني للوثيقة نفسها ، في فندق "ميلينيوم هيلتون نيويورك وان أون بلازا" ووافق على مبادئ الوثيقة وشكر ماكرون لأنه توجد إشارة صريحة للعقوبات لكنه أراد أن يقول ترامب قبل الدخول في الاجتماع أنه رفع العقوبات".
وأضاف المسؤولون "في محاولة للاستفادة من اتفاق الرئيسين على الوثيقة وعلى وجود روحاني في نيويورك، اقترح ماكرون وفريقه مكالمة هاتفية آمنة مع ترامب في الساعة 9 مساءً الثلاثاء ووافق الإيرانيون على السماح للفنيين بإعداد المعدات اللازمة لمثل هذه المكالمة ولكن الرئيس الإيراني لم يكن مستعدًا للمشاركة في المكالمة ثم تحدث ماكرون إلى ترامب على الخط الآمن المعني وأخبره بما حدث وشكره على انفتاحه واستعداده للتفاوض وأخبره بما يقوله الإيرانيون وهو أنهم بحاجة إلى مزيد من الوقت حتى يقبل ترامب بالشرط الاول"، معتبرين أن "إصرار إيران على اتخاذ الولايات المتحدة خطوة أولى بدلاً من اتخاذ الجهتين خطوات متزامنة في وقت واحد كان يمثل عقبة رئيسية في محاولات التوسط في استئناف المفاوضات".
وتابع المسؤولون "ماكرون ألمح إلى صعوبات التعامل مع زعيمين يعملان بشكل مختلف تمامًا في طريقه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة وقال أن ترامب قادر على تغيير الأمور إذا كان مقتنعا بسرعة كبيرة أما روحاني شخص يحتاج إلى تشكيل نظام كامل قبل التفاوض"، مؤكدين أنه "على الرغم من فشلهم في نهاية المطاف في التوسط في مكالمة هاتفية أو اجتماع في نيويورك فإنهم سيواصلون جهودهم الدبلوماسية".