يعاني قضاء الكورة من ظاهرة انتشار النفايات بين المنازل وعلى الطرق الداخلية والرئيسية ومن انبعاث الروائح الكريهة الصادرة عنها، وذلك بعد اغلاق مكب عدوة في عكار وعدم تمكن البلديات من تأمين مكب بديل عنه على الرغم من المحاولة.
وتفاوتت الحلول التي اعتمدتها بلديات للتخلص من النفايات: البعض اعتمد الفرز من المصدر والآخر تجميعها وطمرها في مكان بعيد عن البلدة، في حين اعتمدت بلديات أخرى الحرق للتخلص منها. وهذان الحلان الاخيران المتبعان وان كانا موقتين الا ان صرخات اهالي البلدات المجاورة تعلو احتجاجا لما يسبب ذلك لهم من انتشار للروائح الكريهة الناتجة عن حرق النفايات او طمرها.
بلدية دده
وأوضح رئيس بلدية دده ربيع الايوبي ان "ازمة النفايات تعاني منها الكورة والمنطقة بشكل عام، وان بلدية دده لا تملك املاكا عامة ومشاعات يمكنها من التخلص من نفاياتها بطريقة سليمة"، غير انه اكد "ان البلدية لا تحرق نفاياتها كما ادعى البعض من اهالي القلمون، بل هي تطمرها في أرض ضمن خراج البلدة، وتبعد عن القلمون نحو اربعة كيلومترات وفي طريق مفرزة وغير مستعملة للسكن ولا يوجد في جوفها مياه جوفية"، مشددا على ان "هذا الحل موقت"، لافتا الى ان "من يريد اعتماد الحرق بالتخلص من النفايات يحرق بشكل دائم ومستمر قبل ان تتراكم". وأعلن انه تقدم بشكوى في مخفر ضهر العين منذ شهر ضد مجهول قام بحرق النفايات في المنطقة.
وقال الايوبي: "ان البلدية بصدد تحضير مشروع الفرز من المصدر في البلدة بالتعاون مع معمل فرز النفايات في بشمزين ومشروع الوكالة الوطنية الاميركيةU.S.D، كما نناقش كمجلس بلدي بعض الحلول السريعة للتخلص من نفايات البلدة"، متمنيا على "جيراني اهل القلمون ان يستوعبوا ازمة التخلص من النفايات التي يعيشها قضاء الكورة بعدم وجود مكب حالي وصحي في المنطقة، وان لا يواجهوا ازمة مثيلة لها، وبالتالي يكونوا امام خيار من خيارين اما ترك النفايات على الطرقات والشوارع وبين الاهالي والاطفال أو جمعها في مكان بعيد عن المنازل لحين التخلص منها بطرق سليمة".
بلدية اميون
من جهته، تحدث رئيس بلدية اميون مالك فارس عن إعادة استخدام المكب الموقت للبلدة بعد أزمة النفايات في الشمال وما رافقها من إغلاق للمطامر، فقال: "حفاظا على الصحة العامة وعلى النظافة الظاهرة لشوارع بلدتنا وتجنبا للمناظر البشعة التي عانى منها الكثير من الاقضية المجاورة، كنا قد آثرنا عدم الرد على الشائعات مع تفهمنا الكامل وبكل رحابة صدر ومن موقع المسؤولية لكل اعتراض وامتعاض من الأهالي الكرام خصوصا المتواجده منازلهم بجانب المكب ومنها منزلي الشخصي، كان لا بد من الدلالة على ما هو واضح للعيان، ان لجهة اندفاع شباب بلدتنا وبلديتنا المتطوعين دائما وعلى مساحة الكورة، وللتأكيد أننا سنبقى نعمل بصمت وتفان".
اضاف: "اننا على موعد قريب للانتهاء من معمل فرز النفايات الصلبة، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني ومنظمات دولية ومشاريع أخرى متقدمة في هذا المجال، منها على سبيل المثال أجهزة لاعادة تدوير وفرم بقايا الاكل وتحويلها إلى سماد بالتعاون مع إتحاد بلديات الكورة".
واشار فارس الى "وجود الدواليب التي يتجاوز عددها الالاف في خراج بلدة اميون وفي بعض الاماكن وعلى حدود خراج البلدات المجاورة منذ فترة طويلة قبل استلام البلدية الجديدة. ومنذ استلام البلدية الجديدة حصل رمي للدواليب مرتين، وقد الزمنا الذين فعلوا ذلك بجمع ما رموه على مسؤوليتهم". وقال: "سنتخلص قريبا من الدواليب بعد الانتهاء من معالجة النفايات التي استجدت علينا".
بلدية النخلة
أما رئيس بلدية النخلة جمال الايوبي، فقال: "في ظل غياب المشاعات في البلدة وارتفاع كلفة نقل النفايات الى معمل الفرز في بشمزين، فاننا نجمعها في خراج البلدة على طريق محايدة وبعيدة عن السكن، الا ان بعض السكان يحرقون نفاياتهم امام منازلهم أحيانا.