أعطيك صوتي في صندوق مغلق كرأسك كل مرة وتخونني أيها السياسي كل مرة، وبدل أن تتحدث في المجلس بإسمي، تتفرغ لملئ جيوبك الراقية!!! وانا المذنب كل مرة.
هي صرخة المواطن اللبناني الذي انهكه الالم ومزقته الجراح، فكفر ببلد الارز وطاب عنده السفر والهروب إلى اي مكان الا لبنان.
في صرختي هذه، في جرحنا النازف، خاننا من آمناه الوطن وأهله فاستغلوا حجره وبحره وبشره وباعونا بالرخيص في سوق أشبه بسوق النخاسة.
تقاذفتنا الامم ولعب بقضيتنا السادة، امراء الحرب وملوكها، أبطال الصفقات التجارية، باعوا دمنا، ارجعوا العملاء بمسمى مبعدين فنسفوا الشهادة والشهداء، وصل صراخنا حد السماء..
اتذكر في تغيير المسميات ان العرب اطلقوا على حرب ال1967 بكل ويلاتها اسم نكسة... فيا لسخف القدر..
هم نزلوا للشارع والملح صديق جراحهم النازفة، هم ابناء هذا الوطن، عمالاً شعراء فلاحين أساتذة اطباء اعلاميين وكل طبقات المجتمع..
معهم ام شهيد وابنه.. تلك الثكلى وذاك اليتيم يبكي وطناً ويبكي اباً ذهب لاجل الوطن.. فراح الشهيد وراح معه الوطن.
ماذا نتحدث وعن اي طبقة سياسية نتكلم وأي قلم يعطيها بالذم حقها وأي مزمار يسمعها اصواتنا المريضة.. المنهكة..
سلبوا منا كل شيء حتى اصواتنا ابتاعوها ببضع دولارات ويا لوجعي حين اذكر الدولار، هل سأراك بعد اليوم؟ هل سنأكل غداً يا امي؟ هل سيذهب الأطفال لمدارسهم؟ حتى الطفولة سرقوها فما بقي للأطفال ملعب وما بقي في الحياة امل.
اعطيك صوتي في صندوق مغلق كرأسك كل مرة وتخونني ايها السياسي كل مرة، وبدل ان تتحدث في المجلس بإسمي، تتفرغ لملء جيوبك الراقية!!! وانا المذنب كل مرة.
وجوهكم سئمناها، تغلبتم على سخف أجزاء باب الحارة، من الاب للابن ومن الابن لابنه ونستمر... الم يلد لبنان عباقرة سواكم؟؟؟
لبنان يتألم من جنوبه حتى اقصى الشمال، فلا حرمان ابن بعلبك يقل عن الم ابن عكار ولا صرخة البيروتي علت عن انين ابن الجبل، كلنا للبنان، كلنا لهذا الوطن، جاع الشعب فهيا نثور هيا ننتفض لاجل لبنان لاجل الارز لاجل الشهداء.
يتقاذفون التهم والديون تتراكم، فحلف يقول ايران ارهقتنا وآخر يرميها على آل سعود ومنهم من ذهب بها لصفقة القرن وآخرون على سوريا وسواهم لامريكا.... وتطول القائمة وتطول... وكلو الحق عالطليان!!!
فلنتوحد كي نعيش... لاجل لبناننا... لاجل مستقبل اولادنا.... ما زال في العمر بقية فلننقذ هذا الجريح... لان على هذه الأرض ما يستحق الحياة....