لست بصدد الحديث عن مساوئ وسائل التواصل الاجتماعي وحسناته، فقد مر زمن على هذا الموضوع ولم يعد حديث الساعة.. بطلت تلك الموضة!! انما استهدف اليوم موضوعا آخر راهنا ومعاصرا الا وهو الشهرة الرخيصة.. وسهولة الحصول عليها.. ربما ببضع لايكات، وكم شير؟؟
كلنا نطمح للشهرة، و كلنا لدينا حلم ان نكون حديث الشارع، وان يستوقفنا الجمهور ليأخذ معنا سيلفي!!لكن المزعج في هذا الامر اسلوب وصولك للشهرة، والمحتوى النافع الذي تقدمه مقابل ذلك، فمن غير المنطقي انك رمز للكثير وحديث سهراتهم فقط لأن قناتك على يوتيوب قد وصلت لمليون مشترك ربما عشرة،تتساءل امي.. شو عم تستفيدو منو؟؟
نعم، بالفعل امي محقة، فقد بتنا نتهرب من الحديث والجلوس معها لنتابع فلان او سواه ذاك يأكل كميات كبيرة من الطعام في وقت يموت اطفال في العالم جوعا "وشوقا" للخبز، وآخر يعرض سفراته ورحلاته وتلك التي اصدرت رابع البوماتها الغنائية واخر انتج مسلسل لنفسه عبر تلك المنصة الاجتماعية وسباق اللايكات والاشتراكات... وتفاهة بلغت الحد اللامستحيل.. أطفالنا لا بل شبابنا.. لا بل الجيل كله افلت من يده الكتاب وهرب من قلم الرصاص وريشة التلوين وانصرف عن كل ما هو مفيد بحق،ليس هذا فحسب، حتى ان البعض بات يفضل الجلوس وحيدا" مع اليوتيوب متنقلا" من قناة لاخرى ظنا" منه انه زار العالم، لكن الاسوء على الاطلاق، سخف المحتوى وندرة المواهب وسرعة الانتشار.
سامحينا ام كلثوم،عشنا بزمان لا يشبه زمانك، اعتدنا السرعة في كل شيء، كيف كانت تلك العملاقة تتحضر لأغنية تمضي شهورا" طويلة تائهة بين الورق و الآلات و مع ذلك تقف على المسرح مرتجفة، انتم جيل العمالقة رغم الوانكم.. نحن جيل التافهين... اسفون يا فيروز ف اه يا حنان تخطت ريما وهي نائمة.
منصات صنعت نجوما" وهميين تسطع في سماء الفراغ ويطفئها ليل الغد بنجم يشببها سخافة، نجوما" تعرفهم قبل ان يبدعوا، تعرف عنهم صورهم ومنشوراتهم قبل ان تعرف عنهم اعمالهم، والمبكي ان نصبح في زمان حلم طفل ان يصبح يوتيوبر؟؟؟؟
تحولت التسلية من الرواية والاشعار الى لايكات وصور وفضائح و اخبار.. لا انكر انها تعود على صناعها بمردود مادي قد فاق أضعاف ما يحصله ربما طبيب او مدرس، ولكن!!!
ذائقة الجمهور تنذر بالاخطار وجهل قادم من خلف الستار، فبين اللايك والشير تصلك منهم اخبار، تتابعها بشغف ومنهم تغار، وببعض دولارات تقلدهم و تصبح يوتيوبر، وبين قناة الاكل والتجميل تحتار،وتظن نفسك نجم النجوم، وانت قنديل اطفأته شهرة الاشرار...
قرأت منذ بضعة ايام عن فتاة توفيت بسبب ديسلايك على الفيس بوك من والدتها!!! فإلى أين نحن ذاهبون....
يطول الحديث في هذا المضمار ويطول، وكي لا اطيل سأكتفي بهذا الحد.. لكن اختم بأن اقول.. ترفعوا وارتقوا.. وتخلصوا من عقدة آه يا حنان!!!
فاطمة عبيد