هل ينطبق المثل على لبنان الطاسة ضايعة؟
١-وزير المالية يعد اللبنانيين بالترياق عبر فذلكة موازنة العام القادم، مليارات ينقلها من بندٍ إلى بند، مليارات لسدّ عجز الكهرباء، مليارات لخدمة الدَّين العام، مليارات توضع في عهدة كلٍّ من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية، مع حرية التّصرُّف والصّرف، مليارات لخدمة جمعيات خيرية ومؤسسات وهمية تتوخى "الرّبح الصافي"، معظمها لزوجات المسؤولين ومحظيّاتهم، مليارات يؤمل تحصيلها عبر سدّ منافذ التهرب الضريبي والجمركي، وشطب النفقات غير "المُجدية"، مليارات يؤمل تحصيلها عبر زيادة تعرفة الكهرباء الجديدة وزيادة ضريبة القيمة المضافة والمحروقات، ومزيد من الحسومات التقاعدية، المهم، وبلهجة الوزير الخطابية "العنترية"، سيقوم بحول الله وقوته بحلّ أزمة البلد المالية والاقتصادية.
٢-رئيس مجلس الوزراء لا همّ عنده منذ فترة طويلة سوى الحصول على أموال "سيدر"، هذه الأموال التي دونها أهوالٌ دونها أهوال، لعلّ أولها رضوخه الكامل لإرادة و"نزوات" واطماع وزير الخارجية جبران باسيل، وثانيها الهجوم على القوات اللبنانية لخنق أنفاسها الإصلاحية، وآخرها ربما القضاء على ما تبقّى من تياره" المستقبلي"، وذلك بعد أن تمّ اجتثاث تجمع ١٤ آذار من جذوره.
إقرأ أيضًا:" بيار ابي صعب يرمي طلال حيدر بدائه وينسلّ "
٣-فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية آخر همه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد، وآخر "مآثره" سفره الميمون إلى نيويورك برفقة وفدٍ كبير، هناك من ضخّم عدده حتى وصل إلى ما يقرب من ١٦٠ فرداً. ومن صغّر عدده وقلّصه لحدود السبعين فرداً، امّا حاكم مصرف لبنان المركزي فبات همه اليومي بثّ الطمأنينة لدى الجميع بأنّ وضع المصرف المركزي بخير، والدولار الأمريكي متوفر، ومع ذلك ترفع السوق "السوداء" الدولار لحوالي ١٦٠٠ ليرة لبنانية، حتى بات المواطن الذي سيعتاد في الأيام القادمة للوقوف في صفوف طويلة أمام محطات الوقود، وربما في القريب العاجل سيقف أمام المخابز والافران. ذلك أنّ "الطاسة" ضايعة.
٤-حكاية الطاسة ضايعة...
يُحكى أنّ زوجة الملك جاءت بمولودٍ للملك بعد طول انتظار، فخرجت القابلة لتقابل وزير الملك، الذي سألها عن جنس المولود فقالت: ذكر إبن حرام. فانتهرها الوزير بقوله: ويلك، هذه زوجة الملك، ومن أين لكِ أن تقولي إبن حرام؟ فقالت: عندي طاسة ماء، أضع المولود فيها، فإن طفا فهو إبن حرام، وإن رسب فهو إبن شرعي. فامرها الوزير بإحضار الطاسة، ثمّ قلّبها بين يديه برهة من الوقت، وألقى بها في خضمّ النهر الجاري على ضفاف القصر، وقام بتوجيه القابلة كي تقول لمن يسألها عن حقيقة المولود، بالقول: الطاسة ضايعة.
أيها اللبنانيون: الطاسة ضايعة.