ويرى مراقبون أن تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة سيفتح مجددا أبواب الحصانة وتفادي تهم الفساد التي تلاحقه في السنوات الأخيرة. وقبل إعلان رئيس الحكومة المكلف بتشكيل الحكومة، أظهرت النتائج النهائية الرسمية التي أعلنت الاربعاء، أن حزب الليكود برئاسة نتنياهو فاز بمقعد إضافي، فيما خسر حزب يهودوت هتوراة المتحالف مع نتنياهو مقعدا.
وبذلك يكون الليكود قد حصل على 32 مقعداً في الكنيست، مقابل 33 مقعداً لتحالف “أزرق أبيض” برئاسة بيني غانتس من أصل 120 مقعدًا.
وسيواجه نتنياهو مهمة قد تكون مستحيلة. حيث سيجد نفسه يبقى عاجزاً عن تشكيل حكومة رغم تمكنه من الحصول على تأييد 55 نائباً لتشكيل ائتلاف لأن الأغلبية تتطلب تحالفا يضم 61 نائباً.
وتأتي الخطوة الجديدة بعدما أجرى مفاوضون من حزب غانتس “أزرق أبيض” الثلاثاء ومفاوضون من فريق حزب الليكود محادثات حول تشكيل حكومة وحدة لكن المواقف تبدو متباعدة بشأن مجموعة من القضايا، بما في ذلك من سيقود الحكومة.
وكان اجتماع الأربعاء بين ريفلين ونتنياهو وغانتس الثاني لهم منذ الانتخابات. وقد كرر الرئيس الإسرائيلي بشكل واضح أنه يأمل في أن يقوما بتشكيل حكومة وحدة.
وقال ريفلين عند تسلم نتائج الانتخابات التي أفضت إلى طريق مسدود “الآن انتهت انتخابات ثانية آمل ألاّ تكون هناك انتخابات ثالثة في المستقبل القريب”.
وقال ريفلين في حفل أقيم الأربعاء أمام دبلوماسيين أجانب للاحتفال بالعام اليهودي الجديد إنه “بينما سلطت الانتخابات الضوء على الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي — يهود وعرب وديني وعلماني — حان الوقت الآن للعمل معًا على بناء رؤية مشتركة لمستقبلنا المشترك”.
وأضاف “أعتقد أن الطريق الصحيح لإسرائيل اليوم هو بناء ائتلاف حاكم على أوسع نطاق ممكن”. وتابع الرئيس الإسرائيلي “هذا رأيي. أحاول أن أبذل قصارى جهدي”.
وطرح ترتيب التناوب على رئاسة الحكومة. لكن تبقى مسألة من سيكون رئيس الوزراء أولاً حجر عثرة رئيسياً. فالتوقيت مهم بشكل خاص لنتنياهو الذي قد يواجه اتهامات بالفساد في الأسابيع المقبلة، وسيمثل في جلسة استماع في أوائل أكتوبر.
ورئيس الوزراء ليس ملزما قانونيا بالتنحي في حال وجهت إليه التهمة بل فقط إذا ما أدين واستنفد جميع الطعون. لكن يمكن إجبار الوزراء الآخرين على القيام بذلك عند اتهامهم. ويشدد غانتس على أنه يمثل الحزب الأكبر وهو الأحق برئاسة الحكومة. وكتب الاثنين “اختار الجمهور التغيير ولا نية لدينا للتنازل عن قيادتنا، أو عن مبادئنا أو عن شركائنا الطبيعيين لهذه الطريق”.
وقبل إنهاء هذا الجدل اعتبر نتنياهو أنه شكل الكتلة الأكبر وهو الأحق بالرئاسة أولا، فيما تمسك غانتس من جهته بأحقيته برئاسة الحكومة.
الرئيس الإسرائيلي
وأعلنت الأحزاب العربية الإسرائيلية الأحد، للمرة الأولى منذ ربع قرن توصيتها بدعم بيني غانتس لترؤس الحكومة المقبلة، أملا بإنهاء الحكم الطويل لنتنياهو. وحصلت الأحزاب العربية على 13 مقعدا من أصل 120.
وأوصى 10 أعضاء من القائمة ببيني غانتس باستثناء حزب التجمع. وإذا ما شكلت حكومة سيكون لأول مرة رئيس المعارضة الإسرائيلية هو أيمن عودة رئيس القائمة العربية المشتركة.
ويرى العديد من المراقبين للشأن الإسرائيلي أن بيني غانتس رئيس الأركان السابق للجيش الإسرائيلي الذي يفتقر للخبرة السياسية وقف في مواجهة خصم محنك ومفاوض شرس شغل منصب رئيس وزراء لأطول فترة في إسرائيل تزيد عن 13 عاما وتغلب على منافسيه مرارا وتكرارا.
ويؤكّد هؤلاء على أن بنيامين نتنياهو استفاد كثيرا في السنوات الأخيرة خلال حملته الانتخابية من دعم خارجي خاصة الأميركيمنه وتحديدا من الرئيس دونالد ترامب الذي حقق له الكثير من الإنجازات قبل البدء الفعلي للانتخابات بنقل السفارة الأميركية إلى القدس أو إعلان هضبة الجولان السورية أرضا إسرائيلية.
وفي حال نجاح نتنياهو في تشكيل حكومته في الآجال، فإن ذلك ستكون له تداعيات بشأن مبادرة ترامب لإحلال السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أو ما يسمى إعلاميا بصفقة القرن التي أعلن الفلسطينيون بمختلف توجهاتهم رفضهم لها معتبرين أن الصفقة ستساهم في تصفية القضية الفلسطينية وتمنح مزيدا من النفوذ الإسرائيلي في فلسطين.