شارك وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا عادل أفيوني في أعمال "مؤتمر التكنولوجيا اللبناني - البريطاني" الذي نظمته السفارة اللبنانية في المملكة المتحدة، بالتعاون مع عدد من المؤسسات في لندن الخميس الماضي، وحضره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مفوض رئيس الوزراء البريطاني لشؤون التجارة مع لبنان لورد ريزبي، السفير اللبناني في الملكة المتحدة رامي مرتضى، سفير بريطانيا في لبنان كريس رامبلنغ وحشد من المسؤولين ورجال الاعمال والمستثمرين اللبنانيين والبريطانيين.
وأجرى الوزير أفيوني على هامش المؤتمر لقاءات مع عدد من المسؤولين البريطانيين في القطاع التكنولوجي، ركزت على "فرص الاستثمار في لبنان وفرص التعاون مع بريطانيا"، أبرزهم وزير التجارة البريطاني كونور بورنز، ووزير الدولة المسؤول عن الاعمال والصناعة نديم الزهاوي، وزير الدولة المسؤول عن الرقمنة مات وارمان، والوزير السابق والمفوض الأوروبي للتجارة سابقا عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد بيتر ماندلسون.
في كلمته التي القاها في جلسة افتتاح المؤتمر، اشاد أفيوني بأعمال المؤتمر واصفا إياه بأنه "مناسبة فريدة لعرض قصص النجاح اللبنانية في قطاع التكنولوجيا، ولوضع لبنان على الخارطة الاستثمارية العالمية، وطموحنا ان نحول لبنان الى مركز أعمال في اقتصاد المعرفة".
وتحدث عن "اهمية قطاع التكنولوجيا ونموه في لبنان"، فقال: "إنه لشرف لي أن أعود إلى لندن وأنضم اليوم إلى هذا الجمع من رواد التكنولوجيا البارزين ورجال الأعمال والمستثمرين في هذا الحدث المهم للغاية، وهو أول منتدى تكنولوجي رفيع المستوى بين لبنان والمملكة المتحدة".
وأضاف: "عندما كلفت، قبل سبعة أشهر، بشرف أن أكون وزيرا للدولة في حكومتنا لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا، كان علي أن أقضي الكثير من الوقت لأشرح لأصدقائي أسباب عودتي الى لبنان بعد سنين الاغتراب. نعم عدت إلى جذوري إلى لبنان، لأضطلع بهذا الدور الصعب ولأساهم قدر المستطاع في بناء نموذج اقتصادي يعتمد بدرجة أكبر على القطاع الإنتاجي وبدرجة أقل على الوساطة، وبإنشاء إقتصاد المعرفة الذي يعطي الفرصة لشبابنا للتألق كقادة مبدعين".
وتابع: "لقد حان الوقت للبنان للدخول في الثورة الصناعية الرابعة حيث يتم دمج التكنولوجيا مع كل جانب من جوانب حياتنا، لقد قرر بلدنا لبنان الشروع في خطة التحول الرقمي في القطاع العام، وفي الاقتصاد وقررنا تحويل لبنان إلى مركز للتكنولوجيا والاقتصاد المعرفي ومنصة أعمال للمنطقة بأسرها، وان يكون بوابة الغرب الى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجميع أفريقيا".
وخاطب أفيوني الحضور: "علينا إتاحة المجال أمام القطاع الخاص ورواد الاعمال للابتكار، وان نساندهم عبر إستثمارات من القطاع العام وعبر حوافز وتسهيلات من الحكومة للاسراع وتحفيز الابتكار بطريقة مستدامة تدفع بلدنا إلى الأمام. وهدف وزارة الدولة للتكنولوجيا والاستثمار هو دعم قطاع التكنولوجيا في لبنان، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وتوفير فرص العمل، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، إن أهمية تمتين ودعم الإمكانات المتوفرة لدينا في قطاع التكنولوجيا هي مهمة تقع على عاتقنا جميعا".
أضاف: "من جانبنا كوزارة، بدأنا بخطة طموحة لإصلاح اقتصادنا وتشريعاتنا، ولتوفير بيئة محفزة للأعمال وفاعلة وقادرة على المنافسة والنمو، وتدور خطة عملنا حول الركائز الأساسية التالية: مشروع تسهيل بيئة الاعمال أي سهولة مزاولة الاعمال، مشروع تحفيز الاستثمار في قطاع التكنولوجيا، مشروع تسهيل تصدير الخدمات والتوسع خارجا، مشروع تحويل لبنان الى منصة إقليمية في قطاع اقتصاد المعرفة عبر استقطاب الشركات العالمية ورواد الاعمال. وهذه الخطة ستكون مدعومة بتحول رقمي في القطاع العام سيوفر الكثير من المشاريع والوظائف المحلية، وتطوير البنية التحتية التي تحسنت أخيرا، ولكننا لا يمكن أن نفعل ذلك وحدنا، نحن في حاجة إلى دعم وخبرات فنية للشروع في هذا التحول الرقمي الذي طال انتظاره والذي نحتاج اليه لاقتصادنا وبلدنا".
وتابع: "لقد جمعنا اليوم عقولا تكنولوجية رائعة من كلا الجانبين: بريطانيا العظمى ولبنان، في منتدى فريد وغير مسبوق، لنتعرف الى قطاع التكنولوجيا اللبناني، لنوضح لماذا نعتقد أن لبنان وجهة استثمارية جذابة وتنافسية للغاية لمستثمري التكنولوجيا ورجال الأعمال، ونعرض بفخر بعض المواهب الأكثر بروزا لدينا. نريد جذب الاستثمارات وتوفير فرص العمل، وهما أهم أولوياتنا في الوقت الحالي، ونريد تحفيز الشراكات، وفرص النمو والتطوير، وتحفيز المزيد من الاستثمار. نريد أن نكون طموحين وجريئين، نريد أن نحلم ونحقق أحلامنا".
وختم: "لا نريد أن يكون أطفالنا مستهلكين للتكنولوجيا والعلوم فقط، ولكننا نريدهم أيضا أن يكونوا منتجين للتكنولوجيا والعلوم أيضا. ولذلك علينا أن نقوم، جميعا، بدعم الجيل الحالي والعتيد من الحالمين والمجازفين ورواد الاعمال.أعرف ما يفكر به بعضكم، نعم لدينا تحديات اقتصادية حادة، لكن هناك شيئا واحدا يمكن الرهان عليه، لقد تعلمنا من تاريخ بلدنا هو أننا شعب قوي ومرن قادر على مواجهة الصعوبات. أعلم أننا نفتقر إلى أشياء كثيرة وقد لا يكون لدينا اقتصاد العالم المتقدم بعد، ولكن يمكنكم الرهان على أننا نملك التصميم والطموح والمرونة اللازمة للمضي قدما وتحقيق اهدافنا".