طرحت مجلة فورين بوليسي هذا السؤال في ضوء ما وصفته بتردد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرد على "هجوم" إيران على مرافق النفط بالسعودية، قائلة إن تردده هذا ينبع من اعتقاده أن أميركا المكتفية نفطيا لم تعد بحاجة لحماية المنطقة.
وأعادت إلى الأذهان ما غرد به ترامب على تويتر من قبل قائلا "لماذا نحمي ممرات الشحن البحري لصالح بلدان أخرى سنوات عديدة دون الحصول على أي تعويضات مالية؟ لسنا بحاجة حتى لأن نكون هناك بعد أن أصبحت بلادنا أكبر منتج للطاقة في العالم!"
وتساءلت عما إذا كان على أميركا الاستمرار في بذل الدم والمال لحماية تدفق النفط من الخليج، في وقت يكرر فيه ترامب قوله إن الولايات المتحدة قد حققت استقلالها النفطي تقريبا.
وأوضحت أن التزام أميركا بحماية الخليج كان مفهوما لأنها تستورد وحدها مليوني برميل من نفط الخليج يوميا، كما أن حلفاءها المهمين مثل دول أوروبا واليابان تستورد أكثر من ذلك من المنطقة نفسها.
وقالت إن الصورة تغيّرت الآن، وأصبحت أميركا تستورد أقل من مليون برميل من النفط من منطقة الخليج، وكذلك أوروبا التي قل حجم استيرادها من المنطقة، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع النفط الذي يمر بخليج هرمز يوميا يذهب إلى منطقة آسيا، خاصة الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية.
ومع ذلك، قالت فورين بوليسي إن هناك سببين لاستمرار الولايات المتحدة في تحملها عبئا يكلفها 81 مليار دولار سنويا، وهما: ضمان أن نفط الخليج يذهب إلى الأسواق ليحافظ على استقرار أسعار النفط في العالم بما فيه أميركا؛ وبالتالي يدعم استقرار الاقتصاد العالمي. والثاني أن وجود أميركا عقودا كثيرة في المنطقة يعود عليها بفوائد غير ملموسة، كما يقول خبراء.