في موقف لافت، أعلن خبير عسكري إسرائيلي ان "الهجوم الإيراني الأخير على مقار شركة إنتاج النفط السعودية أرامكو قد يحمل تهديدا ضمنيا بمفاجأة إسرائيل مستقبلا، لأن هذا الهجوم كان مخططا له عن قصد وترصد، وسيترك آثاره على الشرق الأوسط".
وأضاف رون بن يشاي في تحليله العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "إيران بهجومها هذا تعطي انطباعا أنها تفوقت على العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة، وبعدما أظهرت قدرتها في مجال الروبوتات الطائرة، فإن تميزها في مجال القتال الحركي ليس أقل خطورة، وهنا قد تتم مفاجأة إسرائيل".
وأكد بن يشاي أن "عدم الرد الأميركي على إيران عقب مهاجمة السعودية، يعني فقدانا للردع أمامها، وهو ما يجب أن يقلق إسرائيل، لأن الهجوم الإيراني على شركة النفط السعودية يعتبر الأخطر منذ بداية العام الجاري، وقد ترك هذا الهجوم آثاره على إسرائيل أيضا".
وأشار إلى أن "الهجوم الإيراني على السعودية لم يؤد فقط إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، بل أثبت أن إيران لديها من القدرات العسكرية المتطورة أكثر بكثير مما قدرته الدول الإقليمية المعادية لها، وهو ما يعني أنها قد تواجه بهذه القدرات في قادم الأيام أسرع بكثير مما توقعت".
وأوضح أنه "بعيدا عن تفاصيل الهجوم الإيراني على السعودية، فما زالت بعضها غير واضحة، لكنه حمل مفاجأة تضمنت إنجازا عسكريا إيرانيا إضافيا يجب على إسرائيل التنبه له جيدا".
ولفت الكاتب الأنظار إلى أن "المفاجأة لا تحمل فقط حيازة إيران لهذه القدرات رغم خطورتها، وإنما اتخاذ القرار العسكري والسياسي في طهران باستخدام هذه القدرات، بجانب توظيف الخديعة الإعلامية من خلال الإيهام أن من نفذ هذا الهجوم هم الحوثيون في اليمن، كرد مشروع على الهجمات السعودية عليهم خلال الحرب الدائرة منذ سنوات".
وأضاف أن "اكتفاء الولايات المتحدة بفرض العقوبات على إيران كرد على الهجوم على الأهداف السعودية يضع تل أبيب والرياض وواشنطن أمام تحدي مشترك لها جميعا من إمكانية نشوب خطر أكبر".
ويعتقد "رؤية إيران لهذا الرد الأميركي قد يشجعها على تنفيذ المزيد من الضربات في المنطقة، وقد تكون المرة القادمة باتجاه إسرائيل.
ويؤكد أن "عدم تلقي إيران لرد أميركي قاس يعني انخفاض مستوى الرعاية الأميركية لدول الإقليم من جهة، ومن جهة أخرى يخفض من مستوى الردع الإسرائيلي في المنطقة، مما يحمل مؤشرات ليست صحية البتة في المستقبل".
وختم بالقول إن "ما حصل من هجوم إيراني على السعودية، وحجم الرد الأميركي المتواضع، يتطلب من إسرائيل مزيدا من الحذر واليقظة، خاصة من قبل الجيش الإسرائيلي والأجهزة الأمنية"، عازياً سبب ذلك إلى "القدرات العملياتية التسلحية التي تحوزها إيران، لأننا قد نجد أنفسنا في مواجهة هذه القدرات في مناسبة ما قريباً".