حسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله النقاش حول ملفّ الفارّين إلى فلسطين المحتلة: ليسوا مُبعدين، وهناك آليات قانونية للعودة، أما العملاء فحسابهم يجب أن يكون «قاسياً». هذا جزء من الحرب مع العدو، والجزء الثاني تمثّل بتأكيده «حقنا بالتصدي للطائرات المُسيّرة فوق أجوائنا... رامية الجنوبية كانت بداية المسار». إقليمياً، كان لافتاً في خطاب الأمين العام لحزب الله أنه نسب القصف على منشآت «أرامكو» في السعودية إلى محور المقاومة مجتمعاً
أعاد توقيف القائد العسكري السابق لمعتقل الخيام، العميل عامر الفاخوري، فتح النقاش حول ملف العمالة في البلد. محاولة البعض «تبييض سجلات» العملاء، واستغلال عامل «مرور الزمن» للتخفيف من وطأة جرائمهم، جوبه بمواقف رافضة لأي استسهال في التعامل مع هذه القضايا. «حساب العملاء يجب أن يكون شديداً وقاسياً. سقوط الأحكام بتقادم الزمن يحتاج إلى نقاش قانوني بحق المجرمين والقتلة»، أكّد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، الذي ألقى أمس كلمةً شدّد فيها على أنّ «محاكمتهم هي من الثوابت ولا أحد يساوم عليها، ومن تعامل مع العدّو يجب معاقبته على قدر جريمته». وأعاد الأمور إلى نصابها، في ما يتعلق بالفارين إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فـ«مصطلح المبعدين إلى كيان الاحتلال خاطئ. هناك فارّون، وعلى الفارّ تسليم نفسه إلى السلطات اللبنانية إذا أراد العودة». لا يمنع ذلك أنّ المقاومة «تُميّز بين العميل وعائلته، والمقاومة التزمت بهذه القواعد خلال الاحتلال». استخدم نصر الله قتل العميل عقل الهاشم، لتدعيم كلامه: «لم تُنفذ المقاومة العملية في البداية لأنّ عائلته كانت إلى جانبه، وتم تأجيلها إلى حين كان وحده. هذا هو تاريخ المقاومة التي لم تقتل صوصاً، بل سلّمت العملاء إلى القضاء، بغضّ النظر عن تعامل الأخير معهم». وشدّد نصر الله على أنّ «أيّ عميل يعود يجب أن يسلِّم نفسه للمخابرات كي يتمّ التحقيق معه، وهذا إجراء طبيعي للجيش، ونحن اليوم نقول الشيء نفسه بالنسبة إلى العملاء».
يستغل خصوم التيار الوطني الحرّ وحزب الله ما ورد في وثيقة مار مخايل حول كيفية التعامل مع الفارين إلى فلسطين المحتلة، لإضعاف موقف «الحزب» ومحاولة إحراجه، إلا أنّ نصر الله أوضح أمس أنّه «كنّا واضحين في موضوع الاتفاق مع التيار الوطني الحر. لا أحد يقول إنّه يجب أن تُفتح الحدود والمعابر للعملاء من دون أي حساب. هناك آليّات قانونيّة، ومن لم يتوّرَط بالعمالة أهلًا وسهلًا به، وهناك عائلات كثيرة عادت، وهذه المسألة واضحة».
النفط أغلى من الدم في نظر الغرب تحديداً. هذا ما خلص نصر الله إلى استنتاجه من التطورات الأخيرة في اليمن والسعودية، فهذا ما أظهرته المواقف الدولية بعد الهجومين على «أرامكو»، في وقت «لا يكترث فيه أحد لما يعانيه الشعب اليمني من عدوان جرّاء القصف السعودي ومجازره وحصاره». ووجّه النصيحة إلى السعودية والإمارات بوقف الحرب على اليمن، لأن هذا الخيار «هو الأقل كلفة لحماية منشآتهما وأشرف لهما من الإذلال الأميركي، فيما خيار المنظومات الدفاعية الجوية لا يجدي نفعاً في مواجهة المسيّرات ومكلف جداً». وأكد أن السعودية والإمارات تراهنان على إدارة أميركية فاشلة، حيث فشلت الأخيرة في إخضاع إيران، وفي صفقة القرن وفي فنزويلا والصين وكوريا الشمالية وسوريا والعراق، ناصحاً إياهم بالتعقّل لأنّ «اقتصادهم من زجاج». وجدّد نصر الله التأكيد أن «محور المقاومة اليوم قوي جداً، والهجمات على منشآت أرامكو هي من مؤشرات هذه القوة». وكان واضحاً حين أعلن «استعداد محور المقاومة للذهاب بعيداً»، في حين أنّ «الطريق الوحيد المؤدي إلى الحلّ هو وقف الحرب الظالمة ضدّ اليمن وترك اليمنيين للحوار. أمّا الاستعانة بالبريطاني والأميركي، فلن تؤدّي إلّا إلى الدمار».