إذا كانت الحرب غير مرغوبة، فإن الدفع في اتجاه إجبار إيران على دفع تعويضات للمملكة العربية السعودية عن الأضرار التي لحقت بها من جراء العدوان، سيكون هو الحل البديل.
تحسن السعودية فعلا بالتصرف بحذر. تحسن فعلا عندما تدعو خبراء دوليين إلى النظر في ما يتوفر لديها من أدلة تثبت تورط إيران في الاعتداء الذي لحق بمنشآت أرامكو النفطية شرق البلاد. كما تحسن فعلا عندما تضع المسألة على كتف مجلس الأمن الدولي، والمجتمع الدولي برمته، ليتحمل مسؤولياته، ليس لحماية السعودية، فهذا ما لا حاجة له، وإنما لحماية نفسه من التهديدات.
اقتصاد العالم يجب ألا يكون رهينة بين أيدي مهووسين. وهم يتعين أن يفهموا أن أعمالهم الإرهابية لا يمكن أن تمر من دون عقاب. يستطيع المرء أن يتفهم أن لروسيا والصين مصالح مع طهران، وأنهما تميلان إلى التواطؤ مع أعمالها الإجرامية للحفاظ على تلك المصالح، ولكن عندما تكون الجريمة رعناء إلى ذلك الحد، فإن من مصلحتهما أن لا يتركا الرعونة تهدد تلك المصالح بالذات.
الأعمال العدوانية الإيرانية تخطت بأشواط عامل الابتزاز والتهديد. إنها تدفع باتجاه الحرب على نحو صريح. وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى إقناع السعودية وحلفائها بأن الحرب شر لا بد منه.
تعرف الصين وروسيا جيدا، أن إيران لا تملك القدرات العسكرية على الصمود. وإذا كانت تهدد بصواريخ، فإن لدى الطرف الآخر عشرة أضعافها. ولسوف يكون من الممكن خلال أيام معدودات أن يتم تدمير كل مراكز القيادة والتحكم والإدارة والمواصلات والمعسكرات ونقاط التهديد.
وبحكم أن إيران لا تملك غطاء جويا، فإن سماءها مكشوفة وأرضها كذلك، بما في ذلك مقرات الحكومة والمواقع التي يختبئ فيها المجرمون. وإذا وقعت الواقعة، فلن يبقى لروسيا والصين أي مصالح في إيران ما بعد الهستيريا الدينية الراهنة.
لقد قدمت موسكو وبكين إشارات مهمة على أنهما لن يقفا في وجه الولايات المتحدة إذا دخلت الحرب ضد إيران. مصالحهما المباشرة مع واشنطن تجبرهما على ذلك. وهما لم يقدما لطهران من الأسلحة ما يكفي لجعلها قوة عسكرية قادرة على الصمود.
قصارى القول: الحرب ستكون خسارة كبيرة لموسكو وبكين. وهي ربما كانت السبيل الوحيد للولايات المتحدة لاستعادة النفوذ المأسوف عليه في إيران، فلا يبقى من مصالح هذين الطرفين الدوليين أي شيء.
خيار إجبار إيران على دفع التعويضات هو حل عملي بالفعل. فهو من ناحية يشكل رادعا عن ممارسة أعمال الإرهاب، وهو من ناحية أخرى يكبح الانزلاق المتواصل نحو الحرب.
ولو أمكن تقاسم التكاليف والمصالح بين السعودية وحلفائها، فإن الحرب التي قد تكلف تريليون دولار، يمكن أن تأتي بعوائد أكبر، وتوفر استقرارا أفضل، وانتعاشا اقتصاديا دوليا أكبر.
كل هذا إنما يعني شيئا واحدا، هو أن روسيا والصين يجب ألا تقفا حائلا دون صدور قرار دولي، تحت البند السابع للأمم المتحدة، يُلزم إيران بدفع تعويضات عن كل الخسائر والأضرار التي تعرضت لها أرامكو. فهما أول المستفيدين من ذلك.
إيران يجب أن تدفع حتى آخر قرش. ليكون ذلك درسا مهما للأنذال الذين يضربون وينكرون، ورادعا ونهاية لأعمال التهديد والابتزاز.
إذا شاء العالم أن يتحصن خلف درع ينجيه من عواقب حرب، فهذا هو الدرع الوحيد.