دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، منافسه الرئيسي بيني غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة، وذلك بعد أن عكست نتائج الفرز الرسمية غير النهائية لانتخابات الكنيست الإسرائيلي الـ22، استمرار التنافس الكبير بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومنافسه زعيم حزب "أزرق أبيض" الجنرال بيني غانتس، وسط تأكيد الأخير تقدمه الطفيف.
وقال نتانياهو في رسالة مصورة إنه يفضل "تشكيل ائتلاف يميني لكن نتائج الانتخابات أظهرت أن ذلك غير ممكن"، مؤكدا أنه بذلك "لن يكون على الناس الاختيار بين الكتلتين".
وقال نتانياهو "دعوت خلال الانتخابات إلى تشكيل حكومة يمينية (..) لكن لسوء الحظ، أظهرت نتائج الانتخابات أن ذلك غير ممكن"، مضيفاً "دعوت غانتس اليوم إلى تشكيل "حكومة وحدة واسعة".
ولم يرد بعد تعقيب من غانتس أو من المتحدثة باسمه.
واستسلم نتانياهو للواقع، بعد فشله في حصد الأغلبية مما يجعل رغبته في تشكيل حكومة يمينية "مستحيلة"، حيث سيكون الآن مضطرا إلى تشكيل حكومة ائتلافية موسعة مع غانتس، الذي ينتمي لتيار الوسط.
ويقاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته من أجل الحفاظ على مستقبله السياسي، ذلك أنه يعتبر الفوز طريق النجاة من الملاحقة القانونية بشأن تهم الفساد الموجهة إليه.
وأفادت نتائج رسمية بعد فرز 95 في المئة من أصوات الناخبين، تقدم حزب "أزرق أبيض" بحصوله على 33 مقعدا، و"الليكود" 32 مقعدا، بزيادة مقعد لكل منهما مقارنة بنتائج فرز 93 بالمئة من الأصوات.
وأظهرت النتائج الجديدة تراجع "القائمة المشتركة" العربية بواقع مقعد واحد، حيث استقرت عند 12 مقعدا، بحسب ما أوردته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، وكذلك حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان، ليستقر عند 8 مقاعد.
في المقابل، استقر رصيد أغلب المقاعد الأخرى، حيث حافظ "شاس" على 9 مقاعد، و"يهودوت هتوراه" على 8 مقاعد، و"يمينا" على 7 مقاعد، وحزب "العمل غيشر" على 6 مقاعد، وحزب "المعسكر الديمقراطي" على 5 مقاعد، فيما لم يتخط حزب "عوتسما يهوديت" نسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست الإسرائيلي.
وبموجب النتائج أعلاه، تساوت كل من كتلة اليمين واليسار في الكنيست، وحصلت كل منها على 56 مقعدا، في حين يبقى حزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان الكفة التي سترجح الانتخابات.
وعلى صعيد استمرار فرز الأصوات، بدأت بعد منتصف الليلة الماضية عملية فرز الأصوات في "المظاريف المزدوجة"، والتي يبلغ عددها أكثر من 200 ألف، ويعود معظمها لجنود جيش الاحتلال، بحسب قناة "كان" العبرية الرسمية، التي توقعت أن يتم الإعلان مساء اليوم، عن النتائج النهائية لانتخابات الكنيست التي أجريت الثلاثاء الماضي.
وللمرة الثانية، سيلتقي صباح اليوم رؤساء الكتل البرلمانية اليمينية مجددا برئيس الوزراء، وخلال لقائهم مساء أمس تعهدوا بتشكيل "كتلة مانعة برئاسة نتنياهو"، وصرح نتنياهو، بأن هناك خيارين لتشكل الحكومة؛ إما "حكومة برئاسته أو حكومة خطرة تستند الى الأحزاب العربية".
ترامب يعلّق
وفي أول تعليق له على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لم يتحدث مع نتنياهو بعد، موضحا أن "العلاقات المتبادلة بين الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية وثيقة، بغض النظر عن من رئيسها".
ولفت ترامب إلى أن "الانتخابات الإسرائيلية متقاربة للغاية، وعليهم الانتظار لرؤية كيف ستنتهي".
وسبق أن أعلن ترامب السبت الماضي، أنه "يجري محادثات مع نتنياهو حول إمكانية تعزيز تحالف دفاعي مشترك بين البلدين"، بحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وفي تغريدة له على موقع "تويتر"، قال ترامب: "تحدثت مع نتنياهو حول إمكانية تعزيز تحالف دفاعي مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل؛ من شأنه أن يشجع التحالف الهائل بيننا"، متوقعا "استمرار المناقشات بعد الانتخابات الإسرائيلية، عندما نجتمع في الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".
ورحب نتنياهو برسالة ترامب، بقوله: "شكرا لصديقي العزيز الرئيس ترامب.. أتوقع تعزيز تحالف دفاع تاريخي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في اجتماعنا للأمم المتحدة، سنستمر في العمل معاً".
إلا أن مصدرا في مكتب نتنياهو كشف أنه قرر إلغاء مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر أن تبدأ الأسبوع المقبل بنيويورك، وذلك لمتابعة "تداعيات الانتخابات".
وزعم المصدر، أن "نتنياهو لا يستطيع المشاركة في مناقشات الجمعية العامة لأسباب سياسية محلية تتعلق بالانتخابات".
المصدر: وكالات- سكاي نيوز