بعد نكسة انتخابات الكنيست، القائمة العربية المشتركة تحدث المفاجأة وتتربع على عرش المعارضة.
هزت انتخابات الكنيست الـ22 ثقة رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي وزعيم الليكود بنيامين نتنياهو الذي سارع تحت تأثير صدمة التقدم الطفيف لخصمه الجنرال السابق بيني غانتس، إلى إلغاء حضور اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، وعقد اجتماع عاجل مساء الأربعاء بقادة أحزاب اليمين المؤيدة له.
وحصل نتنياهو خلال الاجتماع الطارئ على تعهد من تلك الأحزاب بتشكيل كتلة يمين برئاسته والعمل معًا من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. ووفق وسائل إعلام إسرائيلية تقرر تشكيل فريق مفاوض مشترك من جميع الأحزاب المشاركة في كتلة اليمين وهي”شاس” و”يهودوت هتوراة” و“اليمين الجديد” و”البيت اليهودي – الاتحاد الوطني”.
ويهدف هذا الفريق إلى قطع الطريق على أي من هذه الأحزاب لإجراء مفاوضات منفردة مع تحالف “أزرق أبيض” الذي يتزعمه غانتس، بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وأظهرت آخر نتائج فرز الأصوات في الانتخابات الإسرائيلية، (حتى السابعة مساء بتوقيت غرينيتش) تقدم تحالف “أزرق أبيض” الوسطي، برئاسة بيني غانتس على منافسه حزب “الليكود”، برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمقعد واحد.
وقال الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن تحالف “أزرق أبيض”، حصل على 32 مقعدا مقابل 31 مقعدا لحزب “الليكود”، بعد فرز 93 بالمئة من الأصوات.
ولفت الموقع إلى حصول “شاس” اليميني على 9 مقاعد وحزب “إسرائيل بيتنا” اليميني على 9 مقاعد، وحزب “يهودوت هتوراة” اليميني على 8 مقاعد وحزب “يمينا (إلى اليمين)” على 7 مقاعد. وبالمقابل، فقد أشار إلى حصول تحالف “العمل-غيشر” الوسطي على 6 مقاعد وتحالف “المعسكر الديمقراطي” الوسطي على 5 مقاعد.
وتشير النتائج إلى حصول حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة أفيغدور ليبرمان على تسعة مقاعد، ويُنظر إلى الحزب باعتباره سيشكل الكفة المرجحة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة القادمة. ولا يتم إدراج الحزب في أصوات أي من التيارين كما أنه ليس من الواضح اسم المرشح الذي سيقترحه الحزب على الرئيس لإسناده تشكيل الحكومة.
وقال ليبرمان الأربعاء إن “مقعدا واحدا من هنا أو هناك لن يغير الصورة، هناك خيار واحد فقط وهو حكومة وحدة وطنية”، وسبق وأن دعا وزير الدفاع السابق إلى حكومة وحدة شريطة أن لا يترأسها نتنياهو.
ورغم الفارق الطفيف وعدم قدرة كلا المعسكرين على الانفراد بتشكيل الحكومة دون التحالف مع ليبرمان، فقد نجح تحالف أزرق أبيض رغم ذلك في فرض معادلة جديدة كسرت المعادلة القائمة منذ نحو 13 سنة على هيمنة اليمين المتطرف، ويقول متابعون للشأن الإسرائيلي إن هذه الانتخابات التي كانت استثناء من حيث كثافة التصويت، أظهرت وجود شرخ في المجتمع الإسرائيلي بين شق يدعم أفكار اليمين المتشدد في علاقة بتطبيق الشريعة اليهودية، وشق ليبرالي يتبنى الانفتاح وانهاء امتيازات المتدينين ويلقب هذا الشق “باليساري”.
ويقول المتابعون إن المفاجأة الأثقل في هذا الاستحقاق هو المشاركة اللافتة للمواطنين العرب في إسرائيل والتي بلغت 60 بالمئة فيما لم تتجاوز في الانتخابات الماضية سقف 50 بالمئة.
ووفق آخر النتائج فقد تحصلت القائمة العربية المشتركة على 13 مقعدا في الكنيست إذ صوت لها أكثر من 430 ألف ناخب مقارنة بـ10 مقاعد فازت بها الأحزاب العربية في الانتخابات السابقة، حينما دخلت الاستحقاق بقائمتين.ورغم حصول القائمة العربية المشتركة على المرتبة الثالثة بعد تحالف أزرق أبيض وحزب الليكود وهي نتيجة كانت غير متوقعة، فإنه من المستبعد جدا أن تشارك في الحكومة المقبلة، رغم فتح باب التواصل مع تحالف أزرق أبيض.
واعتبر رئيس “القائمة المشتركة” أيمن عودة، الأربعاء أن المشاركة في حكومة وحدة تضم اليمين المتطرف غير واردة، لافتا في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية إلى أن “الأمر الوارد هنا بأننا الكتلة الأكبر في المعارضة”.
وبشأن إمكانية ترؤّس المعارضة في الكنيست قال عودة “هذا أمر غير مسبوق للمواطنين العرب، يوجد فيه الكثير من التأثير. فرئاسة المعارضة هي منصة هامة جدا للحديث للعالم عن قانون القومية، وعن القرى غير المعترف بها”.
ولم ينف عودة في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي فرضية ترشيح غانتس لتشكيل الحكومة. ونقلت الإذاعة عنه القول “نريد تغيير نتنياهو، ولكن لدينا شروط سنقرر (موقفنا) وفقا لها”.
وتجدر الإشارة إلى أن القائمة لم يسبق أن شاركت في أي حكومة، إلا أنها سبق لها أن دعمت حكومة أقلية من الخارج.