أطلّ رئيس المركز العربي للحوار والدراسات الشيخ عباس الجوهري على قناة الـ MTV ضمن برنامج "بيروت اليوم" للتحدّث عن أبرز المستجدّات على الساحة الداخليّة والعربيّة.
واستهلّ الجوهري مقابلته بالحديث عن استثمار العاطفة في التوجّهات السياسيّة ولاسيّما في المناسبات الدينيّة، مؤكّدًا أنّ هذا الأمر لا يليق لا بالمناسبة ولا بالطائفة الشيعيّة مُعتبرًا أنّ اقحام المنصّة الدينيّة والمذهبيّة الاعتقاديّة الشيعيّة العاشورائيّة في مقاربات تعمّ المنطقة لا تلتقي مع تطلعات الشيعي السعودي او حتى الشيعي العراقي. فاليوم إذا خفَتَ الصوت الشيعي الآخر لا يعني انّهم غير موجودين. وخلال الفترة الأخيرة، سمعنا خطابات تقول أنّ ليس في الساحة الشيعية إلّا حركة أمل و حزب الله لكن يبقى السؤال المطروح "ما هي معايير التمثيل اذًا؟"
وخلال فترة الإنتخابات تسقط المحرّمات كافّة وعندها تصبح التهم والتكفير من الامور العاديّة عند الخصم السياسيّ وبعدها تُشكّل الحكومة مع جميع الذين كُفِّروا من قبل.
وقال الجوهري:" عندما خرجت أصوات تريد أن تحاسبهم على مدى 25 عامًا من الحكم ومن رداءة العمل السياسي الداخلي هي نفسها تتّفقُ معهم على قضايا معيّنة وعلى المقاومة والقضايا الوطنيّة الكبرى لكّن المشكلة تكمنُ في النهج السياسيّ الذي ينتهجه هذا الفريق خصوصًا عندما يتشدّقون في قضايا الفساد ولاسيّما عند طرحهم عناوين رهيبة في فترة الإنتخابات حتى بتنا نشعر بأنّ الدنيا ستزهرّ بعد سماع تلك الخطابات".
وعن المشكلة مع حزب الله، اجاب الجوهري:"النظرة الفكريّة هي مُشكلتنا مع الحزب وليست دينيّة وتحديدًا النظرة الفكريّة في فهم الدين و فهم التعاليم الدينيّة، ونحن كمعارضة شيعيّة لا نؤمن بولاية الفقيه ولكنّنا لا نعتبر من يؤمن بولاية الفقيه بالكافر طبعًا والجميع له الحريّة بأن يؤمن بما يُريد، وجميع الأساليب الترهيبيّة التي استُخدِمَت ورافقت الإنتخابات والإعلام وثّقها جميعها، خصوصًا الفبركات التي خلقوها خلال تلك الفترة حتى وصل الأمر بهم إلى إطلاق الرصاص علينا".
ولفت الجوهري في سياق حديثه:" عندما دخل الحزب المعترك السياسي رفض حركة أمل وذهب ضحيّة هذا الخلاف الآلاف من ابنائنا. ويبقى السؤال:" تقبّل الاخر لايمكن ان نحصل عليه الا بعد بحر من الدماء؟" لافتًا إلى أنّ الخلاف مع حزب الله هو خلاف على عناوين، أمّا الخلاف مع حركة أمل ليس في كلّ شيء على العكس فميثاق الحركة الذي أسّسه إلامام موسى الصدر هو ميثاق لبنانيّ وطنيّ بامتياز يؤمنُ بالدولة، فالدولة هي ناظمة الحياة والمشكلة في البلد أنّ كلّ طرف يودّ أن يأخذ الدولة إلى المكان الذي يُريده هو. واليوم كلّ طرف يستخدم السلطة بالطريقة التي تحلو له".
واوضح الجوهري انه" عندما نُناقش حزب الله في بعض الأمور قد لا تكون نفسها المطروحة مع حركة أمل".
أمّا بشأن عودة العملاء إلى لبنان، رأى الجوهري أنّ هناك توصيف يُستخدم الآن وهو عودة المبعدين قصرًا وهم في الحقيقة "عملاء" مُتسائلًا:" أين حزب الله من المظاهرات المُندّدة بدخول العملاء؟" وتابع:" لو انه ليس حليفهم من رتّب كلّ هذه الأجواء ولاسيّما أنّ هذه الترتيبات لعودة ما يُسموا بالمبعدين كانت وعودًا انتخابيّة، وهناك العشرات من العملاء الذين دخلوا الأراضي اللّبنانيّة إلّا أنّ الضجّة التي أثيرَت اثر عودة الفاخوري تعود إلى إسمه المحفور في ذاكرة المعتقلين في معتقل الخيام و لم يتحرك احد لو لم تُسرّب هذه المعلومة إلى الإعلام"، مُستغربًا "أين الحزب من كلّ ذلك؟ "مؤكّدًا أنّ "الموضوع سوف يتم إغلاقه بطريقة مُعيّنة".
ولدى سؤاله ان كان حزب الله غطّى الموضوع أجاب الجوهري:" الحزب غطّى النص الذي استخدمه جبران باسيل في مقاربته لهذه الملفات لافتًا الى أنّ "هناك قرار سياسيّ كبير لعودة هؤلاء والأمر ليس بهذه البساطة وهذا القرار السياسي هو ثمن التفاهم بين حزب الله والتيّارالوطنيّ الحرّ والملفات بينهما هي على شكل "خود وجيب".
وتابع:"اليوم هناك ملفات المحكمة الدوليّة وفي أدبيّات التيّار الوطني الحرّ أنّ هذه المحكمة ليس لها قيمة وإذا بالفعل لا قيمة لها لماذا دُفعت مستحقاتها من خزينة الدولة وفي هذه المناسبة التيّار يتحدّث بلسان حزب الله وهذا كلّه يدلّ على تبادل خدمات بين القوى السياسيّة وإذًا، لماذا وافقتوا خلال الحكومات بتكلفة المحكمة الدوليّة فهذا يدلّ على الفساد عينه".
وعن مذكرة التوقيف بحقّ سليم عيّاش، ردّ الجوهري:" الرئيس الحريري نكبر به عندما تنازل على قضيّة كقضيّة والده للمصلحة الوطنيّة العليا خصوصًا عندما قال الحريري:" أنا لا أريد أن تكون هذه القضيّة سببًا في خراب لبنان فوالدي عمّر بيروت وأنا لن أكون سبب خرابها " بارك الله به . إذًا رغم أنّ ذلك خسّره الكثير" مؤكّدًا "أنّ الحياة السياسيّة اللّبنانيّة هي بحاجة إلى تسوياتٍ دائمة وهذه التسويات تفرض بتغيير شعارات رنّانة للدخول في جنّة السلطة".
وقال:" اذا أنتم تؤمنون بالمحاكم اللّبنانيّة على المتضرّرين أن يفتحوا محاكم بالأسماء المتّهمة وبكلفة بسيطة بدلًا من تكليف الخزينة اللّبنانيّة".
انتقالاً إلى موضوع الإعتداءات الإسرائيليّة، شدّد الجوهري على أنّ اسرائيل هي التي تعتدي على لبنان فيجب ان لا يكون هناك خطوط حمر.
وميّز الجوهري في حديثه بين المقاومة والمقاومة التحريريّة قائلًا:" المقاومة ضدّ إسرائيل هي أداة من أدوات السلطة لتعطيكم الشرعيّة في البقاء في مواقعكم وليست مقاومة تحريريّة، عمليًّا رأينا عندما اعتدت اسرائيل على أفراد من حزب الله في لبنان وسوريا لقد اختارت الوقت المناسب للاستدراج إلى التفاوض واليوم نحن نشهد زمن التسويات الكبرى وهذا الضجيج يسبق التسويات الكبرى والأمور لن تستقرّ هكذا".
وقال:" الإيراني قارئ جيّد ولا أحد ينكر ذلك ويملك أيضًا إرادة. لكنّ هناك مخاطر وتبعات لذلك كبيرة خصوصًا في لبنان والبلدان التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهم "خصوصًا بعد خطاب السيّد عندما قال:"اذا اشتعلت المنطقة سنكون مع ايران"، وفي استراتجيّة الولايات المتحدة لن يكون هناك زوال لايران وترامب لا يتحدّث إلّا بلغة تجاريّة وهو يتردّد في مساعدة حلفائه ولاسيّما بعد الضربة على آرامكو لأنّ هناك تطورات جديدة ترسم للمنطقة".
واعتبر الجوهري أنّ الردّ الصحيح على ضرب المنشآت يكون من خلال قراءة المملكة جيّدًا من المستفيد من هذه الضربة ومن نشوب الحرب بين الدولتين"، داعيًا إلى "الحوار بينهما والتفكير بالدمار أمر خطير وكارثة وهناك أمن قومي مهدّد. في هذه الحالة."
ورأى الجوهري أنّ"اليوم الواقع العربي يبتذّ فهو لا يبني قدراته الذاتيّة ولا يبني استراتيجيّة لنفسه ولمحيطه وهذه مشكلة عميقة وانا اراهن ان هناك عقلاء بين الطرفين بعيدا عن الحروب".
وعن العقوبات على جمال تراست بنك، ردّ:" الولايات المتّحدة قرّرت الضغط الزائد اللّامنتهي للنظر إلى نقاط الضعف رغم أن الولايات المتّحدة لا تذهب إلى الأخير لكيّ "لا تفرط الدّولة" ، واصفًا اللحظة بلحظة شدّ حبال والتسوية ليست محرّمة والشعوب بحاجة الى تسوية ، والبيئة الشيعيّة ملّت من الحروب والنزاعات والاعلام نقل القافلات التي تخرج من القرى بعد الهجمات على الحدود".
وقال:" العقوبات ممكن ان تتزايد على البيئة المقرّبة من حزب الله وأكّد الجوهري أن "في البيئة الشيعيّة هناك اثرياء جدد بسبب السمسرات والعقود وهؤلاء محميّين وفي المقابل طبقات مسحوقة والحزب هو محتكر الشيعة والحياة السياسيّة. و ان السلطة تفسد المقدّس والسلطة مفسدة دائمة فهي تدخل بالمصلحة والفاسد لا يتأدّب إلا بالمحاسبة ، كما و ان وفلسفتنا نقديّة ومعارضة. "
ونقل الجوهري معاناة اهل بعلبك – الهرمل في ظل غياب الانماء عنها واخرها كان اضرابات في البلدية بسبب عدم دفع الرواتب، قائلًا:"اما عن ميزانيّة صندوق بلدية بعلبك صُرّف بالشكل الخاطئ فهناك عمل بلدي تحت رعاية حزب الله وعلى الحزب ان يعتبرنا مرآته وبفضل سياستهم نحن سنذهب في طريق صعب جدًّا وافلاس".
وختم الجوهري مقابلته بالقول:"حزب الله غير قادر على تحمّل المعارضين حتى عبر مواقع التواصل الإجتماعيّ ولاسيّما أنّه شنّ هجومًا على الصفحات المعارضة أيّ موقع "لبنان الجديد" ونحن بواقع مرير اذا هم يعتبروا انهم يختصروا الحياة السياسيّة و الطائفة الشيعيّة والوطن والدولة واخواننا في حركة أمل يسمحون للنقاش وهناك مساحة للنقاش والحركة لا يكفرون احدًا."
و في النهاية " اننا باقون نحن اصحاب قضية و كرامة لن نتركها ابدا".