ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الهجوم على المنشأة البترولية السعودية، وهي من أهم المنشآت النفطية في السعودية، تهدد بتصعيد التوترات في الخليج العربي، مشيرة الى ان في الوقت الذي لم تتهم فيه السعودية أحدا بالهجوم، ولكن المعلومات تشير الى انهم سيعلنون موقفهم قريباً، وعلى اساس اتهامهم هذا سيتصرفون.
ولفتت الصحيفة الاميركية الى اتهام وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، إيران بالعملية مشيرا الى "ان حتى لو لم تنفذ ايران الهجوم بشكل مباشر، الا انها مسؤولة عن وقوعه". وشددت الصحيفة على ان اذا صح كلام بومبيو فهذا يعني ان ايران مستمرة بمواجهة الضغوط الأميركية عليها بضغوط متصاعدة بالمقابل، وايران كانت أعلنت ان في حال منعت من تصدير نفطها بسبب العقوبات فان كل دول المنطقة لن تتمكن ايضا من تصدير نفطها. ولفتت الصحيفة الى ان ترامب خرج عن استراتيجية الولايات المتحدة السائدة في منطقة الخليج منذ العام 1980، اذ في حين كان يعتبر الرئيس السابق جيمي كارتر ان الخليج الفارسي هو جزء لا يتجزأ من الامن القومي للولايات المتحدة، نرى ان ترامب تخلى عن هذه الاستراتيجية باعلانه ان على دول الخليج الفارسي تحمل مسؤوليتها في تأمين سلامة الملاحة البحرية في مضيق هرمز. اما ترامب فيجب ان يثبت انه رجل قرار وينفذ قوله بالاستعانة باحتياطي الولايات المتحدة من البترول، ليفشل مخططات ايران ويحبط اهدافها بالضغط على اسواق النفط العالمية لتحقيق اهدافها السياسية، مضيفة ان الاستعانة بالاحتياطي للولايات المتحدة لا يجب ان يكون شكلياً، فيجب الاستعانة بمئة مليون برميل، ما سيسهم الى جانب الهدف السياسي، بإبقاء أسعار النفط بسعرها الحالي.
وفي السياسة اعتبرت الصحيفة ان على اوروبا الضغط على ايران بزيادة العقوبات الاقتصادية، لمنع الحرس الثوري الايراني من شن هجمات مستقبلية على السعودية، في حين ان على ترامب ان يتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين والطلب منه ببعث رسالة الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران، علي خامنئي، مفادها ان اذا لم يوقف الحرس الثوري هجماته على السعودية فستضطر واشنطن الى القيام بخطوات عسكرية رادعة ضد طهران، كما ان على البيت الابيض ممارسة ضغوطه على الصين التي تتضرر ايضا من وقوع حرب، نظرا لاعتمادها بشكل كبير على الواردات البترولية من الخليج العربي.
واضافت الصحيفة ان نظرا لحاجة الرياض بالرد على الهجوم الايراني للقول ان لا يمكن لمن قام بهذا الهجوم ، ان يفلت من العقاب، على الولايات المتحدة تقديم الامكانات المناسبة التي تسمح للسعودية بالرد، وختمت بالتأكيد على حتمية الرد لان لا يجب ان تشعر ايران ان الكلمة الاولى كما الاخيرة لها في المنطقة، ما سيشجعها على الاستمرار في تهديد أمن دول المنطقة، غير ان على ترامب التوفيق بين إخافة ايران من تبعات اعمالها وترك فسحة لها للتراجع، كي لا تقع الحرب في حال انعدمت خيارات إيران، في مواجهة الولايات المتحدة، ولفتت الى ان الحل متوفر والذي كان عرضه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بفتح حوار بين طهران وواشنطن، يعالج المسائل الطارئة كما يحل المشكلة الرئيسية المتمثلة بعدم تنفيذ ايران للاتفاق النووي مع الدول الست، التي يجب على الولايات المتحدة ان تعود لتنضم اليه ، وذلك بعد حصول اتفاق ورفع العقوبات الاميركية عن ايران، بنتيجة الاتفاق.