بريطانيا تعمل مع الشركاء الدوليين على تحديد الرد الأوسع والأكثر فعالية لوضع حد لانتهاكات إيران.
لم يعد من الممكن السكوت عن انتهاكات إيران لأمن الملاحة البحرية على خلفية تورطها في استهداف منشآت نفطية لشركة أرامكو شرق السعودية، لذلك لم يعد أمام المجتمع الدولي العمل على وضع حد لهذه التجاوزات.
وتعمل الولايات المتحدة حاليا على بلورة الرد المناسب على هجوم منشأتي النفط بالتنسيق مع بريطانيا والشركاء الأوروبيين.
وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الولايات المتحدة تدرس كل الخيارات المتاحة بشأن كيفية الرد على هجوم منشأتي النفط، مؤكدا دعم واشنطن الكامل للرياض عقب الهجمات.
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن بريطانيا ستعمل مع شركائها الدوليين لتحديد "الرد الأوسع نطاقا والأكثر فعالية" على الهجمات التي تعرضت لها منشأتا شركة أرامكو السعودية.
وأضاف راب في تغريدة على تويتر إنه تحدث مع نظرائه في السعودية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وقال "المملكة المتحدة تدين الهجوم على منشأتي أرامكو في السعودية.. سنعمل مع الشركاء الدوليين على تحديد الرد الأوسع والأكثر فعالية".
كما عرض بدوره رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان دعم بلاده الكامل وإمكاناتها للمملكة.
وعلى صعيد التحقيقات الجارية للكشف عن ملابسات الحادثة "غير المسبوقة"، قالت السعودية إن الهجوم على منشأتي النفط التابعتين لشركة أرامكو نفذ بأسلحة إيرانية وفقا لتحقيق مبدئي.
وأكدت الخارجية السعودية أنها ستوجه الدعوة لخبراء دوليين للمشاركة في التحقيق بشأن الهجوم الذي وقع السبت وتسبب في تقليص إنتاج المملكة من الخام إلى النصف تقريبا.
وقالت الوزارة في بيان "أسفرت التحقيقات الأولية أنه استخدم في الهجمات أسلحة إيرانية والعمل جار على التحقق من مصدر تلك الهجمات". وأضافت "تؤكد المملكة بشدة أنها قادرة على الدفاع عن أراضيها وشعبها والرد بقوة على تلك الاعتداءات".
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة تعمل حاليا على تجهيز الرد المناسب على الهجوم "غير مسبوق" الذي من شأنه أن يعزز فرضية حصول مواجهة عسكرية مع إيران التي اتّهمتها واشنطن بالوقوف وراء الاعتداء الذي كشفت الرياض إن الأسلحة المستخدمة فيه "إيرانية".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد منذ الأحد أنه مستعد للرد على الهجوم، وقد عقد الإثنين اجتماعا مع فريق عمله لتدارس الأوضاع. وصرّح ترامب للصحافيين "كان هجوما كبيرا جدا، وقد تتم مواجهته بهجوم أكبر بأضعاف وبسهولة كبيرة من قبل بلدنا".
وجاء حديث ترامب إلى الصحافيين بعد وقت قصير على إعلان وزير دفاعه مايك اسبر بأن الجيش الأميركي يعد لرد على هجمات السعودية. وقال اسبر إن الولايات المتحدة "ستدافع عن النظام الدولي" الذي تعمل إيران على "تقويضه".
وكان المتمردون اليمنيون أعلنوا أنّهم هاجموا المنشآت النفطية بعشر طائرات مسيّرة، لكن صحيفة نيويورك تايمز أفادت بأن مسؤولين أميركيين حصلوا على صور من أقمار اصطناعية تظهر أن العملية، التي قد تكون نفّذت بطائرات وصواريخ كروز، انطلقت من شمال أو شمال غرب المملكة.
واعتبرت أن هذا التحليل يدفع للاعتقاد بأنّ نقطة انطلاق الهجمات هي في شمال الخليج، أي إيران أو العراق، وليس اليمن جنوبا. وتبنى المتمردون الحوثيون الذين يقاتلون التحالف العسكري في اليمن، هجمات السبت.
من جهته اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون على منشآت النفط في السعودية تأتي في إطار "الدفاع عن النفس".
من جهتها طالبت موسكو الأسرة الدولية بـ"الإحجام عن أي عمل أو استنتاج متسرع من شأنه التسبب بتفاقم الوضع"، بينما دعا الاتحاد الأوروبي إلى "ضبط النفس".
وسبق وأن تعرّضت منشآت نفطية سعودية لهجمات خلال الأعوام الاخيرة، إلا أنّ الهجمات على معمل بقيق وحقل خريص في الشرق، مختلفة من حيث حجمها ووقعها، إذ إنها أدت إلى خفض الإنتاج السعودي بمقدار النصف ليتراجع بـ 5.7 مليون برميل يومياً، ما يوازي حوالي 6% من الإمدادات العالمية.