تعيش الأسواق المالية في لبنان قلقا يخلقه تحكم السوق السوداء بسعر صرف الليرة اللبنانية في ظل شُح في العملة الأميركية.
ووصل سعر الدولار إلى مستويات قياسية لم تشهدها الأسواق في ظل أزمات سياسية وأمنية كبيرة شهدتها البلاد منذ تثبيت المصرف المركزي سعر صرف الليرة اللبنانية.
وشهدت أسعار الدولار الأميركي تباينا في الأسعار؛ فالمصرف المركزي اللبناني والمصارف التجارية يتعاملون به على أن قيمته نحو ألف وخمسمئة ليرة لبنانية. لكنه في السوق السوداء أو في مداولات الصرافين وصل إلى نحو ألف وثمانمئة ليرة لبنانية.
ويخشى اللبنانيون من عملية تدحرج بطيئة لسعر العملة الوطنية في ظل واقع مالي مهترئ باعتراف أهل السلطة والمسؤولين عنها.
وتكشف الهوة في سعر الصرف بحسب الخبراء شحاً للدولار في التداول بعدما فرضت المصارف قيوداً على صرفه أو بيعه.
ويلجأ من يحتاج إلى العملة الأميركية في لبنان إلى السوق السوداء لتأمين حاجاته، لا سيما وأن المصرف المركزي سعى في الأشهر الماضية إلى امتصاص العملة الأميركية من الأسواق لتعزيز حجم احتياطاته من العملات الأجنبية.
ورغم الواقع المستجد في أسعار الصرف فإن خشية الاقتصاديين اليوم ليست على استقرار سعر الصرف بقدر ما هي على السيولة المالية والخوف من انكماشها وانكماش القدرة الشرائية تاليا.
إلا أن مصرف لبنان سيبقي على خططه الساعية الى الحفاظ على احتياطيه من الدولار لتمويل واردات لبنان وديونه الخارجية، ولكن مع شح العملة الأميركية في الأسواق سيظل سعر الصرف عرضة لضغوط مستمرة ترفع سعره في السوق السوداء.