لاستدعاء في لحظة سياسية "مشينة"
كما يرفض نائب رئيس تحرير صحيفة "النهار" نبيل بو منصف الاستدعاء الأخير، لافتا في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إلى أن "استدعاء زملاء بهذه الطريقة غير مقبول لا بالشكل ولا بالمضمون، فكيف إذا أتت هذه الاستدعاءات في لحظة سياسية مشينة في السياسة يقول فيها نصر الله إنه مرتبط بإيران وبالولي الفقيه في ظل صمتهم المريب وعدم تعليقهم على تصريحاته".
ويضيف بو منصف متسائلا: "لم يعجبهم عنوانها، ولكن ماذا عن صمتهم المخزي؟ على الأقل فليحترموا سيادة هذا البلد ويدافعوا عنها بعد هذه التصريحات".
ويشدد بو منصف على أنه "بغض النظر عن مضمون ما نشرته الصحيفة، فإن الموضوع القانوني واستدعاء مسؤولي الصحيفة من قبل مكتب المباحث الجنائية المركزية لا يمكن السكوت عنه بأي شكل من الأشكال".
وأضاف: "إبان الوصاية السورية على لبنان لم نشهد مثل هذه الانتهاكات، ولن نسمح لهم اليوم بخنق الحريات في لبنان".
حقوقيون: الدولة بوليسية
ويشير حقوقيون إلى أنه "من غير المنطقي في بلد حر وديموقراطي تخضع فيه وسائل الإعلام لمحكمة المطبوعات أن يتم استدعاء رئيس تحريرها ومديرها المسؤول إلى قصر العدل عبر رسالة من المباحث الجنائية".
ويشهد عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ملاحقات واستدعاءات لعشرات الناشطين والصحفيين.
وبحسب جاد شحرور، المنسق الإعلامي في مؤسسة سمير قصير لحرية الصحافة، فإنه "لم يعد سرا نشاط الدولة البوليسي ضد كل من يتكلم أو يصرح خارج مزاج العهد".
ويقول شحرور إن "المؤسسة أحصت أكثر من 70 انتهاكا إعلاميا وثقافيا منذ بداية العام، كما تراجع لبنان مرتبتين منذ عام 2016 على فهرس الحريات، بحسب تقرير مراسلون بلا حدود الأخير".
ويضيف: "يتحفنا العهد القوي باعتراضه على مانشيت جريدة نداء الوطن، علما أننا نعلم جيدا أن مانشيت الصحيفة حقيقي جدا وهو كلام متداول بين المحللين السياسيين في البرامج الحوارية السياسية، فما المشكلة بكتابة ما هو متداول على التلفاز على الصفحة الأولى لجريدة، وإن كان هناك من يريد أن يحمي الدولة، فعليه أن يحترم الحريات، ومعادلة الحرية مقابل الاستقرار مرفوضة. الحرية واجب قبل أن تكون حقا".
صحافيون: لبنان يدخل مرحلة خطرة
خبر استدعاء رئيس تحرير "نداء الوطن" إلى المباحث الجنائية ليس التعدي الأول على الحريات العامة والحريات الإعلامية من قبل هذه السلطة، بحسب الكاتب السياسي في صحيفة "الجمهورية" أسعد بشارة، الذي قال في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" إن "ما حصل يبرهن أن هذه السلطة لا تحتمل أي مساحة للحرية، وبدل أن تقوم باستعادة السيادة ومنع التعدي على وظيفتها الأساسية ها هي تلجأ الى القمع بحق وسائل الإعلام".
ويصف بشارة هذه الخطوة بأنها "الأخطر في سجل هذا العهد"، داعيا جميع العاملين في الشأن العام أن يكونوا "يدا واحدة في مواجهة هذا القمع"، باعتبار أن "الترهيب المستمر على وسائل الإعلام سيدخل لبنان في مرحلة خطرة وظلامية يختفي فيها الصوت الآخر".
هذا ويتوقع ان ينظم ناشطون وصحافيون وقفة احتجاجية وتضامنية مع الصحيفة خلال الأيام القليلة المقبلة.