منذ عقود وإلى اليوم والحركات الشّيعيّة الإثنا عشريّة بعرضها العريض تأخذ من الأمّهات أولادها، ومن الأخوات أشقّاءها، ومن الزّوجات أحبّاءها...إلخ فتلقي بهم في لهوات الحروب والمقاومة والمعارضة...إلخ، وبعد أن يُصطلون ويُقتلون ويُعدمون: يسلونهنّ بحكاية صبر زينب!! فتصدّق تلك النّسوة وتتجلّد وتتفاخر بذلك؛ فتموت عندها المشاعر وتتحوّل قلوبها إلى رماد، وفي الوقت نفسه: تُكابد المرارة والألم والحزن في بقيّة حياتها!!
لكنهم لم يُخبروا أولئك النّسوة بالحقيقة، وإنّ صبر زينب بالصّيغة الذّائعة في أيّامنا لا حقيقة له، وإنّ ما يُشاع من نصوص ونقولات مذهبيّة ومنبريّة حوله لا واقع لها أيضاً، بل ركّبت لاحقاً في سياق زينب المذهبيّة الدّارّة لأمثال هذه الحركات وأصحاب المنابر ودكاكينهم.
أمّا زينب الحقيقيّة فقد: جزعت، وبكت، ولطمت، وشقّت جيبها...إلخ من ممارسات؛ وهو أمر طبيعي جدّاً لمثلها وهي ترى فلذات أكبادها وأشقّاءها وأولادهم... ضحايا مجزّرين كالأضاحي، والأكثر من ذلك أنّهم مغدورون ومغرّر بهم من قبل شيعتهم ومدّعي محبّتهم، ولو كانت قد صبرت وتجلّدت ومارست دورها الموكول إليها مذهبيّاً كما يُشاع ويغرّر بالنّساء بل والرّجال عن طريقه لما ماتت كمداً بعد سنة فقط من واقعة كربلاء الأليمة، ألا تستحون من الكذب والتّغرير بهذه الأمّهات والأخوات والزّوجات؟!
نسأل الله تعالى أن يُنسئ الأجل ويوفّقنا لكشف الأباطيل المذهبيّة الّتي تحوّلت إلى بضاعة رخيصة لابتزاز النّاس أموالهم وقلوبهم ودماءهم، إنّه وليّ نصير، وهو دائماً من وراء القصد.