لفت وزير الخارجية جبران باسيل خلال اجتماعه مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية برئاسة الوزير محمد شقير إلى "إننا اليوم في مرحلة حكم الأقوياء التي وفرت الاستقرار الأمني والسياسي للبلد، وإذا لم نستطع توفير الاستقرار الاقتصادي، فأعتقد أن لا أحد يمكنه القيام بهذه المهمة"، مؤكداً "القدرة على الخروج من المأزق شرط أن نضع رزمة إصلاحات يشارك فيها الجميع، ولا سيما القطاع الخاص والقطاع العام والقطاع المصرفي، وألا تكون على حساب أي جهة منفردة"، مطالبا الجميع "بالقيام بالتضحيات وفي الطليعة السياسيين".
وأكد أن "المعالجة يجب أن تتضمن الطريقة التقليدية المعتمدة، أي عبر الموازنة العامة بخفض النفقات وزيادة الإيرادات، علما ان ما تم تحقيقه في موازنة العام 2019 غير كاف، وكذلك يجب ان تتضمن وبشكل اساسي قرارات جريئة وغير تقليدية تعيد الثقة وبالبلد"، مشددا على "ضرورة حصول توافق سياسي عريض لعبور هذه المرحلة التي تعتبر الأدق في تاريخ لبنان".
وشدد على "ضرورة ان تتضمن موازنة 2020 رؤية اقتصادية واضحة"، مشيراً إلى انه "مثلا في موضوع الكهرباء، يجب ألا يكون خفض عجز الكهرباء عبر زيادة التعرفة الآن أو زيادة ساعات التقنين، فالحل بأن يكون لدينا 24/24 كهرباء، وعندها يمكن زيادة التعرفة وبتقديري إذا تم تنفيذ المشاريع في العام 2020 فإن العجز سيكون صفرا في العام 2021"، لافتاً إلى انه "يجب ايضا ان يكون هناك مقاربة جدية لخفض نفقات الرواتب والاجور وملحقاتها التي تبلغ نحو 38 في المئة من حجم الإنفاق العام، وكذلك يجب إلغاء بعض الصناديق والمؤسسات التي لم يعد لها أي جدوى".
كما شدد باسيل على "ضرورة تشجيع القطاعات المنتجة وتشجيع التصدير والحد من الاستيراد لمعالجة عجز الميزان التجاري، وكذلك زيادة الضرائب على اللبنانيين الراغبين في السياحة في الخارج، مع ارتفاع أعداد المسافرين الى حدود قياسية، وتشجيع السياحة الداخلية"، مؤكداً "ضرورة وضع حد للفساد، وتشجيع عودة النازحين السوريين، ووضع استراتيجية للاستفادة من النفط والغاز والمياه، فضلا عن التفكير بجدية وبطريقة علمية لخصخصة بعض القطاعات".
وأكد أن "كل مشكلاتنا هي بالسياسة"، مشيرا الى "ضرورة التعاون مع الهيئات الاقتصادية لتأسيس حالة ضاغطة تدفع نحو الحلول المجدية، وكذلك لضخ أفكار "تعوض الكسل السياسي"، مشددا على انه "لا يزال لدينا مقدرات وثروات كبيرة، والمطلوب قرارات غير اعتيادية لاستعادة الثقة وأنا مؤمن بإمكان النهوض مع الإمكانات الكبيرة التي لا تزال متوافرة، ويشكل القطاع الخاص أحد اركانها".
من جهته، لفت شقير إلى "صعوبة الاوضاع الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمشكلات الكبيرة التي تصيب القطاع الخاص والتي تترجم بإقفال المزيد من المؤسسات وتعثر أخرى"، مشيراً الى "تراجع كبير في حجم الاعمال والاستثمارات نتيجة ارتفاع التكاليف التشغيلية جراء فرض المزيد من الضرائب وارتفاع الفوائد وغير ذلك".
واعتبر أن "معالجة هذه الأزمة الحادة والمتعددة الأوجه تتطلب مقاربات جدية وفعلية وإجراءات غير مسبوقة وشجاعة للجم التدهور وإعادة الاقتصاد الى طريق التعافي والنهوض"، محذرا من "اللجوء الى زيادة الاعباء الضريبية في موازنة 2020، والتي سيكون لها تداعيات خطرة جدا على الاقتصاد الوطني".