توازيًا، علّق الديبلوماسي السابق جيمس دوبينز على إقالة بولتون، واصفاً بومبيو بـ"الناجي الوحيد"، ومستدركاً: "إلاّ أنّه ليس واضحاً ما إذا كان يرشد الرئيس أو يستبق تنفيذ رغباته فحسب".
عن بومبيو، قالت الوكالة إنّه برهن أنّه يجيد الحرص على التقاء وجهات نظره مع وجهات نظر ترامب، مبينةً أنّ بولتون وسلفه هيربرت ماكماستر، إلى جانب وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، لم يستطيعوا مقاومة خرقها.
وفي هذا الصدد، تحدّثت الوكالة عن الجهود التي بذلها بولتون وفريقه في وجه الخارجية الأميركية لمنع تمديد الإعفاءات التي تتيح لإيران تصدير بعض من نفطها. وتابعت الوكالة بأنّ بولتون عارض، جملة وتفصيلاً، خطة سلام أفغانستان التي أعدّها فريق بومبيو، وهي تنطوي على انسحاب القوات الأميركية مقابل الحصول على ضمانات أمنية من طالبان. وكتبت الوكالة أيضاً: "عندما عبر ترامب الحدود إلى كوريا الشمالية حيث عقد لقاء سريعاً مع كيم جونغ أون في حزيران، كان بولتون في مونغوليا. وقبل الانضمام إلى الإدارة الأميركية، لطالما دعا (بولتون) إلى توجيه ضربات احترازية لإيران على خلفية برنامجها النووي، في حين أنّ ترامب قال إنّه يريد الجلوس مع قادة الجمهورية الإسلامية".
بدورها، اعتبرت الباحثة الأولى في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، سوزان ديماجيو، أنّ الفوضى التي نشأت بسبب محادثات أفغانستان مثّلت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، قائلةً إنّ بولتون "متشبث جداً برأيه ويتجاوب معك عندما يوافقك الرأي، ولكن عندما يعاكسك الرأي، يمكن أن يكون مصدر إزعاج كبير".
وأوضحت الوكالة بأنّ فريق بومبيو يخوض نزاعاً مفتوحاً مع فريق بولتون منذ أشهر، لافتةً إلى أنّه بلغ حد سخرية مسؤولين في الخارجية الأميركية من مساعدي بولتون لطلبهم تحديثات بشأن المسائل السياسية التي يتولى أمرها بومبيو.
ختاماً، ذكّرت الوكالة بتصريح بومبيو الذي قال فيه: "تنطوي مهتمي على تنفيذ (قرارات ترامب) بكل الطاقة والقوة اللتين أملكهما"، مشيرةً إلى أنّ الفترة التي سيظل فيها بومبيو يدور في فلك ترامب غير واضحة، إذ يُعتقد أنّه ينوي الترشح لمجلس الشيوخ العام المقبل.
يُشار إلى أنّه سبق لترامب أن قال عن بومبيو: "أتجادل مع الجميع باستثنائه" و"لا أعتقد أنني خضت جدالاً معه".