كذب من اتخذ من الحسين ذريعة لهوى أو لمكسب أو لغاية أو لاستعراض خبيث يفعل فعله في المحيين المحبين لسيد الشهداء
من قتل الحسين سلام الله عليه هو من شوه و يشوه صورته وهم كثرة وفيرة من المبايعين له ومن المنتظرين له في مسجد الكوفة ليدفع عنهم شرّ الخلافة اليزيدية وهم من الذين يستحضرون تاريخ المبايعين الناكثين بالعهود و الوعود من جماعات الفيء و الريّ والمؤلفة قلوبهم وأتباع الغنيمة ومن الباحثين عن النعمّة وهم قعود .
لا شك بأن التجار الجُدُد يلعبون أدوارهم في هدم ما بناه الحسينيون بدمائهم وعظمة مواقفهم الخالدة في وقوفهم ضدّ الظلم و الطغيان ومحاربة جند الشام ممن استلوا سيوف البغي و الخديعة استرزاقاً لمتاع وكسباً لصاحب سلطة وهوى في نفس أمّارة بالسوء .
هؤلاء التجار الذين ينتشرون و بكثافة في داخل مداخن العصبيات المذهبية ممن يشعلون رماد التاريخ ليستدفئوا بجمره وفي التوجهات الحزبية التي تصطنع لها ملحمة تغري بالموت في سبيل الله وضدّ طاغوت من صنع الثورات التي اغتالت جوهر القضية الحسينية لصالح مصالح ومكاسب دنيوية لها ما يبررها ان تخطت شعارات يا لثارات الحسين وامتهنت شعاراتها الباحثة عن غنم في غُرُم من الثقفي الى التوابين الى العباسيين امتداداً لنسل كامل من الثورات على سلطات الخلافات الإسلامية بشعارات يا لثارات الحسين .
إقرأ أيضًا:" الحسين ليس قاطع طريق "
كذب من اتخذ من الحسين ذريعة لهوى أو لمكسب أو لغاية أو لاستعراض خبيث يفعل فعله في المحيين المحبين لسيد الشهداء وهذا ما تتقنه الآن جهات البث المباشرلموجات الحدث الحسيني و بقوّة وبحرص شديد منها على تغيب جوهر العلاقة الناظمة و القائمة ما بين الحسين وشهادته وهو البعد الأخلاقي في مضامينه المحمدية و التي جأت لتكرس مكارم الأخلاق وهذا ما أسماه رسول الرحمة بالجهاد الأكبر في محاولة منه لتصغير الجهاد الصغر لعلمه المسبق بانكباب الأمّة من بعده على الجهاد الأصغر وترك الجهاد الأكبر لأنه التحدي الأكبر للمسلم كيّ يكون إنساناً ببعد رسالي لا ببعد حيواني غرائزي تنشط فيه السيوف و تتكاسل فيه فواعل العقل الأمر الذي أدّى الى بروز ظواهر ناتئة طول تاريج التجربة الإسلامية من الردّة الى الرقّة .
يذهب جهال المذهب الى أسطرة الحدث التاريخي بتصوير مخيالي غريب عن ما حصل في العاشر من محرم بغية الدفع بأحداث غير مرئية لإشعار الإحيائيين الشعبين بهول يدفعهم الى مزاولة أعمال يأباها لهم الإمام الحسين وتؤلمه أكثر مما آلمه تفرّق الناس من حوله وتركه وحيداً غريباً في أمّة جده وأكثر مما آلمه اجتماع الرعاع عليه ونهب جسده بالسيوف و الرماح و أكثر مما آلمه نزول سيف الشمر المسموم بكل سموم الطامعين و الطامحين بدمه على رأسه الشريف ليجتز منه وريد الطاعة و المبايعة لمن لا يمكن مبايعته طالما أنّه أعلن الفسوق و العصيان على رسالة رسول الله .
ثمّة رواج هائل وبذخ لا حدود له على أفكار همّها صناعة من يعوي ومن يجلد نفسه ويقرّع جسده و يعاقبه معاقبة لم تقوم بها أجهزة العذاب الموصوفة في سجون الأنظمة الشمولية وثمّة بدع جديدة تظهر كل عام من محرم ومهمتها تشوية الصورة الحقيقية لمأساة لا يمكن الحفر فيها لتجويفها من محتواها النبوي لتفقد بذلك رصيدها الزمني فيتم تخريبها لصالح مستقبل مأسور بحاضر ماكر يستغل الشعائر ليحصل على خسائس دنيئة تشبه يزيد و اليزيديين ولا تشبه الحسين و الحسينيين بشيء على الإطلاق .