وبالتالي، إذا كان الطعام الذي تستهلكونه لا تستطيعون التعايش معه يومياً، فإنه على الأرجح لن يكون مفيداً وفعّالاً على المدى الطويل.
وبالإضافة إلى كونها غير مُجدية، فإنّ حميات الـ"Yo-Yo" قد تسبب أضراراً نفسية وجسدية، بعضها قد يكون دائماً! إليكم أبرز ما كشفته توب - دكس عن انعكاسات هذه الأنظمة الغذائية على الجسم:
العضلات
بما أنّ الأشخاص الذين يتّبعون حمية الـ"Yo-Yo" يميلون إلى خسارة كيلوغراماتهم الزائدة سريعاً، فإنهم حتماً يتخلّصون من العضلات جنباً إلى الدهون، حتى في حال الالتزام ببرنامج رياضي روتيني.
والأخطر من ذلك أنه، وعند العودة إلى الأكل الطبيعي وبدء استرجاع الوزن المفقود، يتمّ اكتساب الدهون مجدداً. يُعتبر هذا الأمر سيّئاً لأنه، وفي المرّة المقبلة التي تتمّ فيها محاولة خسارة الوزن، يُرجّح أن تصبح العملية أكثر صعوبة بما أنّ الجسم قد أصبح يملك نسبة أقلّ من العضلات الحارِقة للدهون.
ووجدت دراسة نُشرت في حزيران 2019 في مجلّة "Obesity" أنّ الأشخاص الذين يعتمدون حمية "Yo-Yo" يميلون إلى امتلاك كتلة عضلات وقوّة أقلّ من نظرائهم الذين لا يتصرّفون بالمِثل.
الجهاز الهضمي
يواجه مؤيّدو حميات الـ«Yo-Yo» مشكلة الافراط في الأكل خلال الفترات بين تقييد السعرات الحرارية. ينتج من هذا الأمر اضطرابات هضمية مثل ارتجاع المريء، وأوجاع المعدة، وحتى إمساك أو إسهال متقطّعين، بحسب نوع الطعام المستهلك وكميته.
ووفق بحث صدر في آب 2013 في "Journal of Psychosomatic Research"، فإنّ فترات الأكل بشراهة مرتبطة بشدّة بحالات مثل ارتجاع المريء ومتلازمة القولون العصبي، الأمر الذي يؤدي إلى فترات إضافية من تقييد الغذاء بهدف تخفيف الأعراض المؤلمة، فتستمرّ دورة تقييد الأكل والشراهة عليه المُضرّة، وقد تسبب أيضاً اضطرابات معوية إضافية في المستقبل.
صحّة الأمعاء
يمكن لحمية "Yo-Yo" أن تتسبّب بالتهاب مُزمن مع الوقت، ما يؤثر في صحّة كل من الدماغ والأمعاء. ولقد توصل الباحثون منذ أعوام إلى أنّ ميكروبيوم الأمعاء يؤدي دوراً مهمّاً في إنتاج الناقل العصبي «سيروتونين» المسؤول عن تنظيم الشهيّة، والمزاج، والسلوك، والنوم.
غير أنّ أي نوع من التقييد الغذائي يسبب اختلالاً خطيراً في ميكروبيوم الأمعاء، فيعوق السيروتونين وأيضاً إنتاج هورمونات أخرى مهمّة. وتميل الحميات المتطرّفة إلى حذف فئة غذائية واحدة كاملة أو أكثر، وهذا أمر خطير لأنّ الأمعاء بحاجة إلى مصادر متنوّعة من الأطعمة.
وبالتالي، عند عدم توافر ذلك، فإنّ البكتيريا الجيّدة تفتقر إلى الطعام المطلوب لتحافظ على نفسها، فتبدأ بالموت. وينتج من استنزاف ميكروبيوم الأمعاء انعكاسات سلبية عدة على المزاج، مثل العصبية، والقلق، والتوتر، والكآبة.
القلب
كشف بحث نُشر في شباط 2015 في "Obesity Reviews" أنّ حميات الـ"Yo-Yo" قد تُلحق الأذى أيضاً بالقلب. فمن المعلوم أنّ خسارة الوزن تؤثر في وظائف عدة في الجسم، بما فيها معدل القلب، وضغط الدم، ومستويات السكر والدهون في الدم. غير أنّ التناوب بين فقدان الكيلوغرامات واكتسابها قد يدفع كلّ هذه الأمور إلى التقلّب بشكل كبير، ما يشكّل ضغطاً على جهاز القلب والأوعية الدموية بأكمله.
أظهرت دراسة صدرت في آذار 2019 أنّ النساء اللواتي خسرن نحو 5 كلغ على الأقلّ ثمّ استَرجَعنها كلها خلال عام واحد، ارتفعت لديهنّ عوامل الخطر المتعلّقة بأمراض القلب، بما فيها مؤشر كتلة جسم (BMI) أعلى، وارتفاع الكولسترول، وزيادة في مستويات السكر وضغط الدم.
الثقة بالنفس
إنّ الآثار النفسية لحمية "Yo-Yo" يمكن أن تكون مُدمِّرة بشكل خاصّ، ولكن غالباً ما يتمّ تجاهل ذلك. فخسارة الوزن التي تعقبها مُعاودة اكتسابه مرتبطة غالباً بمشاعر الفشل التي تقضي على الثقة بالنفس. نتيجة ذلك، فإنّ الشخص يمتنع عن الخضوع لفحوصات وقائية ويتجنّب الاهتمام بصحّته، ما يُعرّضه لمخاطر جمّة.
ما الحلّ إذاً؟ بدلاً من الانتقال من حمية متطرّفة إلى أخرى، المطلوب ببساطة اعتماد عادات صحّية أكثر يمكن التزامها للمساعدة على التحرّر من الوزن الزائد والحفاظ على النتيجة التي تمّ تحقيقها. كذلك من الجيّد استشارة خبيرة التغذية والمدرّب الرياضي، لوضع خطّة غذائية وبدنية صحّية ومُستدامة تناسب نمط حياة الشخص.