لفتت المديرة العامة لادارة الاحصاء المركزي في لبنان الدكتورة مرال توتليان الى ان "الإحصائيات ذات الجودة العالية تعد مصدرا رئيسيا لاتخاذ القرارات وتفعيل مفهوم الحكم الصائب إذ تساعد البيانات علي توفير المؤشرات والمعلومات الإحصائية حول الوضع القائم في كل واقع وإلقاء الضوء على الاحتياجات التنموية وتعطي مؤشرا لصانع القرار حول الاولويات التي يجب مراعاتها عند التخطيط للتنمية". وقالت توتليان في حديث لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" إن الإحصائيات تساهم بما توفره من بيانات لوضع نظام للإنذار المبكر للتصدي الي اي مخاطر والقدرة علي الاستجابة السريعة لإدارة اي ازمة طارئة بكفاءة وفعالية".
 
 
وأوضحت توتليان التي تزور ايطاليا على رأس وفد من الادارة ضمن مشروع هبة مقدم من وكالة التعاون والتنمية الايطالية في لبنان AICS والذي ينفذه مباشرة المعهد الايطالي للاحصاء ISTAT، أن "التحليل الاحصائي العلمي هو تحويل البيانات العشوائية المتفرقة الشائعة حتى اليوم الى تقارير تعتمد على الربط بين المعلومات والمعاينة على ارض الواقع والنتائج، هي واحدة من أهم المزايا التي تميز عملية التحليل الإحصائي كونها تقوم بعملية ربط ما بين المعلومات التي يتم الحصول عليها وتجميعها، وبين النتائج التي يتم إقرارها وتضمينها استنادا على تلك المعلومات".
 
وإذ اعتبرت ان "لعملية التحليل الاحصائي أهمية كبيرة في اتخاذ القرارت الصائبة في الدول والمؤسسات الانتاجية والترشيد الاقتصادي والاجتماعي"، قالت: "لذلك يولي رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري أهمية بالغة لمركز الاحصاء المركزي التابع لرئاسة الوزراء ويهتم به شخصيا، وبكل جديد في هذا العالم، يدرك رئيس الحكومة ان الطرق الإحصائية الحديثة هي الأداة الحيوية لعمل الدولة اي الانتقال من المواقف الارتجالية الى المواقف التي تعتمد على البحث العلمي والعمل الميداني".
 
أضافت: "لم تعد الاحصائيات السطحية تتناسب مع الواقع والمؤسسة الوطنية للاحصاء المركزي في لبنان تنجز تقدما ملموسا في مجال التقدم هذا. فالدول او المنظمات التي تقدم للامم المتحدة او المنظمات الدولية نتائج الاحصائيات، قبل قبولها او رفضها، تقوم تلك الجهات المعنية بتحليلها وربطها بالواقع. ندرك في الادارة المركزية للاحصاء في لبنان أن تطبيق الطرق الإحصائية الحديثة ضروري في فحص ودراسة أنواع كثيرة من المشاكل العلمية المختلفة ونعمل منذ 20 سنة على تطوير مناهجنا وكانت لنا تجارب قيمت بالايجاب من المنظمات الدولية".
 
وتحدثت توتليان عن اهمية التعاون المشترك بين الادارة المركزية للاحصاء ومعهد الاحصاء الايطالي الذي اسس عام 1860 لافتة الى أن "له خبرات كبيرة في مجال الإحصاء يستفيد منها لبنان ويمكن ان تتطور الى حد اوسع في المستقبل". وقالت: "بدأنا بتنفيذ مشروع منذ ستة اشهر في اول اجتماع توجيهي بيننا وبين مكتب شؤون التنمية الايطالي في لبنان وممثلين عن المعهد الوطني للاحصاء. يتضمن المشروع الذي ينفذه مباشرة في لبنان المعهد الوطني للاحصاء الايطالي ISTAT التطور المؤسساتي في ادارة الاحصاء المركزي وتحسين الاداء في القسم الآلي وزيارات استطلاع للعاملين في ادارة الاحصاء المركزي في لبنان، تحقيق انظمة لتسهيل تبادل المعلومات الاحصائية بين منتجي البيانات الاحصائية كافة في لبنان، فهي منهجيات جديدة لنظم المعلومات الجغرافية المستخدمة في العمل الاحصائي، التخطيط المؤسساتي ومكننة المعاملات، تحسين الاحصاءات الاجتماعية. ويقدم الطرف الايطالي هبة قيمة لمعدات حديثة في مجال المعلوماتية للقسم الآلي".
 
وأشارت الى ان المشروع "يأتي في الوقت المناسب لمواكبة العمل لتحقيق خطط التنمية المستدامة عبر ايجاد منصة لتبادل المعلومات الحصينة بين منتجي البيانات كافة باستخدام SDMX اي النظام الخاص باحتساب المؤشرات ذات الصلة ووضع التقارير العائدة لها. هذا بالاضافة الى مواكبة التبادل الرقمي في الادارة اللبنانية عبر مكننة المعاملات وارشفتها بطريقة الكترونية تسهل حفظها والعودة اليها عند الحاجة".
 
وأقامت سفارة لبنان في ايطاليا حفل استقبال لرئيس المعهد الايطالي وقدمت خلاله توتليان درع تقدير من الادارة لكل من رئيس المعهد وسفيرة لبنان ميرا ضاهر تقديرا للجهود التي يبذلونها من اجل تحقيق المشروع.