في زمن الفيسبوك، إنستغرام، يوتيوب وغيرها، لم تعُد الشهرة إحتكارًا على نجوم الفن والإعلام، أو حتى على أهل السياسة، بل قلّصت السوشيل ميديا من صعوبتها، وأصبح بإمكان أيّ شخصية عادية أن تكون معروفة، إذا قدّمت محتوى "ترفيهي"، "جاذب"، أو حتى غريب الأطوار.
فيبدو، ومن خلال ما نشاهده عبر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، أنّ مفهوم الشهرة تغيّرت معاييره في السنوات الأخيرة، وصارت هذه الخطوة أكثر سهولة من أيّ وقت مضى.
الأسماء التي تنضوي تحت هذه الخانة، تطول، خاصةً في العالم العربي، لكن لا شكّ أنّ نسبة الشهرة بينهم متفاوتة، واستطاع البعض منهم خطف الأنظار إليه أكثر من الآخر، فيما الأشخاص الأكثر تداولاً في لبنان حاليًا هم: عبدالله عقيل، رملاء نكد، وأنجي خوري.
في الأشهر الأخيرة، برزت أسماء هؤلاء بقوّة، رغم أنّهم لا يقدّمون موهبة تمثيلية أو غنائية مثلاً. فالصدفة لعبت دورها مع عقيل، الشاب اللبناني الجنوبي الذي يعتبر البعض أنّ لهجته الجنوبية وطرافته في التعليق على موضوعات مختلفة هي السبب في هذه الجماهيرية التي حصل عليها في فترة زمنية قياسية، بينما يجد الرأي الآخر أنّه يبالغ بلهجته وبردّات فعله كذلك، معترضين على هذه الهالة التي يُحيطها البعض به ومعتبرين أنّها لا داعي لها.
إقرأ أيضًا: عائلة إسراء غريب تستمر بإزهاق روحها: «مريضة وملبوسة»!
أمّا رملاء نكد، فهي تلك الشابّة التي تفوّهت بجملة "الله يخلي الشهدا اللي راحوا" وبعدها وجدت إسمها يُتداول به على كافّة المواقع اللبنانية.. لتقرّر بعدها خوض مجال "الإرتجال والشعر" أمام الكاميرا، ونشر فيديوهات لها، فلاقت إعتراضات بالإجماع، نظرًا لما تقدّمه من شعر ركيك. فيما أصرّت بدورها على المضي قدُمًا في تصوير فيديوهات مماثلة، مؤكدة أنّها لا تؤذي أحدًا وأنّها لا تهتم للتعليقات السلبية.
وعن أنجي خوري، الشابة السورية التي تعيش في لبنان، فبرزت مؤخرًا على منصّات السوشيل ميديا، معتمدةً على الإغراء والصور المثيرة لإحداث الجدل، علمًا أنّها خاضت تجربة الغناء من قبل.
وبعيدًا عن لبنان، لا ننسى أحمد حسن وزينب، الثنائي المصري الذي اعتمد على تصوير فيديوهات فكاهية من الحياة اليومية وأخرى كانت عبارة عن مقالب- يشير المتابعون إلى أنّها مفبركة، ويحصدان من خلالها متابعات بالملايين. وقد واجها أزمة منذ فترة بعد إنجاب طفلتهما،حيث وُجّهت إليهما تهمًا بإستغلالها من أجل الشهرة.
ومؤخرًا، طالب العديد من الجمهور، وخاصةً في لبنان، بعدم إعطاء هؤلاء وكلّ من يحذو حذوهم الأهمية والشهرة تحت عنوان: "توقفوا عن جعل المهرجين مشاهير"، ليلقى هذا المطلب ردود أفعال واسعة بين مؤيّد ومعارض.
ولأنّ "الناس بدها تتسلى" كما يؤكّد أحد المعلّقين، لا يجدُ آخر هذا المبرّر كافيًا، فيما يقول ثالث أنّ كلّ هؤلاء "موجة وبتمرق"، بعد إفلاس محتواهم غير "القيّم" و"المحدود"، وعلى قاعدة ما يأتي سريعًا، يذهب سريعًا.