وفي حين كان وزير الخارجية الإيراني يسعى إلى إظهار أن طهران ليست معزولة في منطقة الخليج وتمارس دبلوماسيتها وتطرح أفكارا مضادة للمزاج الدولي القلق، جاءت نتائج الزيارة عكس ما توقّع، حيث فشل في إقناع الجانب الكويتي بالتدخل لعقد اجتماع يضمّ المسؤولين في المنطقة أو بالتدخل لدى الرياض، بهدف عقد لقاء يجمع بين الدول المطلة على الخليج بحجّة إبعاد المنطقة عن التدخلات الأجنبية.
وفي تصريحات تلفزيونية أدلى بها في مايو الماضي، قال وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير إن بلاده لا ترغب في خوض حرب مع إيران، مبيّنا أن تهدئة الوضع في المنطقة، مرهونة بتصرفات طهران.
ونفى حينها الجبير احتمال شنّ السعودية هجوما على إيران، مؤكدا على ذلك بقوله “هذا ليس صحيحا، فالحرب تضرّ بالمنطقة كلها، والسعودية أكدت مرارا أنها لا ترغب في خوض حرب ضد إيران، لكن الآن الكرة في ملعب الإيرانيين”.
وكان ظريف، كشف، في مؤتمر صحافي بالعاصمة العراقية بغداد في مايو الماضي، أن بلاده عرضت توقيع “اتفاق عدم اعتداء” مع جيرانها في الخليج، عقب تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، دون أن يقدّم تفاصيل بشأنه.
لكن دول الخليج تبدو غير معنية بإقامة نظام أمن إقليمي تكون إيران جزءا منه، إذ تعتبرها المشكلة الحقيقية وبالتالي لا يمكن أن تقدّم الحلول.
وتشكّل إيران تهديدا حقيقيا لأمن الملاحة الدولية في الخليج بسبب التصرفات الاستفزازية التي تُقْدم عليها من فترة إلى أخرى، وهو ما يجعل دول الخليج تعي جيدا أن سلامة مضيق هرمز مرتبط بوقف طهران تهديداتها العلنية.
وتتهم واشنطن وعواصم خليجية وخاصة الرياض، طهران، باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية وتهديد الملاحة البحرية. وشدد الجبير، في تصريحاته السابقة، على أن الوضع الحالي للمنطقة “حساس للغاية”، وأن على إيران أن تقدم على خطوات من شأنها إظهار رغبتها في تهدئة الأوضاع.
وأضاف أن إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وأنه من المضحك رفض طهران لهذه الاتهامات.
وتابع “طهران تهرّب الأسلحة وتدعم العناصر الإرهابية، وهذا ليس كلامنا، بل نتاج لعمل المحققين الدوليين، الذين اكتشفوا حقائق التصرفات الإيرانية”.
ويعدّ تخلّي إيران عن سلوكياتها المزعزعة لاستقرار الخليج وكل المنطقة العربية أبرز الضمانات لدول المنطقة لتقبل بتطبيع العلاقات معها الذي لا يمكن أن يتم إلا تحت مظلة محادثات واتفاقات دولية بمشاركة الدول الخليجية.
وتذرّعت طهران بالعقوبات المفروضة عليها من قبل واشنطن، بموجب انسحاب الأخيرة منذ عام من الاتفاق النووي الموقّع مع إيران، لتقليص التزامها بالاتفاق في محاولة لإعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي والصاروخي.