توقعت الأمم المتحدة في تقرير صادر عنها، الثلاثاء، أن يواجه اليمن أسرابا ضخمة من الجراد خلال الأشهر المقبلة، بسبب عدم القيام بإجراءات مكافحة الحشرات، نتيجة الوضع الأمني المتردي، على خلفية الحرب التي تشهدها البلاد منذ سنوات.
منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، أعلنت بدورها أن الوضع في المنطقة مقلق لكنه أكثر خطورة في اليمن وباكستان والهند، ومرشح للتفاقم في إثيوبيا وإريتريا، وقال الخبير في الجراد بمنظمة الأغذية "كيث كريسمان" في تصريح لـ"رويترز" إن "اليمن أحد بلدان خط مواجهة رئيسي للجراد الصحراوي، بسبب مناطق تكاثره الشتوي على امتداد سواحل البحر الأحمر وخليج عدن، التي كانت مصدر أوبئة مدمرة في الماضي.
وأضاف كريسمان، أن معدات ضرورية مثل المركبات رباعية الدفع، تعرضت للسرقة والضياع على مدى سنوات الحرب الأربع، مما جعل عمليات مراقبة أو مكافحة الجراد مستحيلة عمليا.
وكشف الخبير في المنظمة العالمية أنه "مع الوضع في الاعتبار أن الأعداد الحالية للجراد أكبر من المعتاد في هذه المنطقة، فهناك احتمال كبير لزيادة التفشي هذا العام وسيكون على البلدان المتضررة الاستعداد واتخاذ الإجراءات اللازمة، وكان من المرجح أن تستمر أسراب الجراد في التكاثر داخل اليمن لمدة شهر أو شهرين، لكن الأمطار في فصل الشتاء قد تكون سببا في وجود ثلاثة أجيال من الجراد بحلول شهر آذار.
وفي شباط الماضي، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، أن أسراب الجراد التي انتشرت في السودان وإريتريا، تتزايد بسرعة على طول جانبي البحر الأحمر إلى السعودية ومصر وذلك في تهديد محتمل للمحاصيل والأمن الغذائي.
وبحسب المنظمة فإن سبب تكاثرها يعود إلى "الأمطار الجيدة على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان، التي سمحت بتكاثر جيلين منذ أكتوبر تشرين الأول مما أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد، وتشكل أسراب سريعة التنقل.
وأفاد كريسمان لـ"رويترز" حينها، أن آخر انتشار كبير للجراد الصحراوي وقع في الفترة بين عامي 2003 و2005، عندما واجه أكثر من 29 مليون فدان تهديدات في غرب وشمال غرب أفريقيا، بتكلفة بلغت نحو 750 مليون دولار شملت مساعدات غذائية.
ومنذ ذلك الحين، وقعت حالات انتشار متعددة بامتداد السهول الساحلية على جانبي البحر الأحمر لكن معظمها قوبلت بإجراءات مكافحة، ويمكن للجراد إذا سُمح له التكاثر في ظروف مواتية، أن يشكل أسراباً ضخمة تأتي على الأشجار والمحاصيل في مناطق شاسعة، فيما يشكل تهديدا بصفة خاصة لليمن حيث يواجه ملايين خطر الجوع.
كما تستطيع أسراب الجراد الطيران لمسافة تصل إلى 150 كيلومتراً، في اتجاه الريح، وبوسع الحشرات البالغة تناول طعام طازج كل يوم يوازي وزنها تقريبا، ويستهلك سرب صغير للغاية في اليوم الواحد، ما يكفي لإطعام 35 ألف شخص الأمر الذي يشكل تهديدا مدمرا للمحاصيل والأمن الغذائي.
المصدر: مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الاعلامي