تختلف الطريقة التي يتعامل بها المرء مع المشاكل النفسية، وتتعامل المرأة مع الوحدة عكس الرجل تمامًا، فقد تصاب بالاكتئاب كرد فعل مع الوحدة، في حين يخرج الرجل جم غضبه عندما يعاني من الوحدة.
تتناول مجلة يورتانغو بحثًا مميزًا، يكشف عن أن المرأة تتأثر أكثر بالوحدة مقارنة بالرجل - باستثناء العزاب - فتتأثر المرأة المتزوجة بالوحدة بعد انفصالها أكثر من الرجل، في حين يشعر الرجل العازب بالوحدة أكثر من المرأة العزباء.
وعلى الرغم من عدم وضوح الأسباب الحقيقية لهذه المسألة، لكن هناك تكهنات قد تبدو صحيحة نوعًا ما، وهي ذكاء المرأة الاجتماعي، فهي تمتلك القدرة على الاحتفاظ بالصداقة أكثر من العلاقات العاطفية عكس الرجل.
الإيجابيات والسلبيات
وهناك سبب آخر لا يقل أهمية، وهو تركيز المرأة على العلاقة أكثر من الرجل، وتنظر إلى سلبياتها وإيجابياتها وتحللها بعمق، وإذا ما شعرت بعدم الرضا، تنسحب على الفور وتؤثر الوحدة على الاستمرار.
الاعتراف بالوحدة
وتشير العديد من الدراسات إلى أن النساء يميلن للوحدة أكثر من الرجال عمومًا، لكن بينت إحدى الدراسات، التي أجرتها شيلي بوريس من جامعة واترلو، أن المرأة لا يمكن أن تشعر بالوحدة، وإن شعرت لا تجد غضاضة في الاعتراف بها، بل تؤكد على راحتها وسعادتها بها عن المضي قدما في علاقة فاشلة.
مفهوم الوحدة
تقول بوريس: "تعترف المرأة بوحدتها، الأمر الذي يستنكره الرجل بشدة؛ لأنه يظن أنها تنتقص من شخصه، وتقلل من قيمته وكلها عواقب سلبية لا يمكنه التطرق إليها.
تتوافق نتائج دراسة أخرى مع بوريس، لافتة إلى أن هذا الاستنكار يعود إلى فهم الرجل للوحدة، فهو يعتبرها دليلا على رجولته، بمعنى أن الوحدة هي دليل على الرفض الاجتماعي، وعجزه عن تعامله مع الأخرين.
بحسب العلاقات
من الواضح أن لكل جنس طريقته الخاصة في التعامل مع الوحدة، فالرجل يعدد علاقته ويسير بمبدأ علاقة واحدة لا تكفي، بينما تركز المرأة على علاقات قليلة لكنها مستمرة.
عكس الاتجاه
أظهرت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة علم النفس الاجتماعي، أن الرجال يشعرون بالوحدة أقل عندما يحيطون أنفسهم بمجموعة كبيرة من الأصدقاء، أما النساء فالعكس يشعرون بالوحدة كلما تواجدن ضمن مجموعة كبيرة من الأصدقاء!
معايير متغيرة
نخلص مما سبق، إلى اختلاف المعايير بين الرجل والمرأة للشعور بالوحدة، وأنهما عكس بعض تماما، وينظر كلاهما إلى الوحدة على حسب تعايشه مع التجربة، كما يقيمها كل جنس من وجهة نظره الخالصة، وبما يمنحه لهذه التجربة من وقت وجهد وطاقة.