تصريحات حسن نصرالله محاولة لإخراج حزب الله في مظهر من لا يقبل السكوت عن أي استفزاز يتعرّض له.
حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من أنه لم يعد لدى حزبه أي خطوط حمراء في مواجهة إسرائيل التي هدّد باستهدافها في العمق في حال شنّت هجوماً ضدّ لبنان.
وجاءت تصريحات نصرالله بعد تراجع التوتر الذي شهدته الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع استهداف حزبه آلية عسكرية إسرائيلية على الجهة المقابلة من الحدود، في هجوم قال إنه رد على هجومين "إسرائيليين" قبل أسبوع ضدّه في سوريا ولبنان.
وقال نصرالله في كلمة لمناسبة ذكرى أيام عاشوراء "ما حصل بالأمس أن المقاومة كسرت أكبر خط أحمر إسرائيلي منذ عشرات السنين".
وأضاف "إنّها بداية لمرحلة جديدة عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة للدفاع عن لبنان.. لم يعد لدينا خطوط حمراء".
وقال مراقبون إن تصريحات حسن نصرالله تهدف إلى إخراج الحزب في صورة المنتصر بعد أن كان الرد محدودا ومدروسا، بحيث يكتفي بحفظ ماء الوجه أمام مناصريه دون التورط في حرب جديدة مع إسرائيل لا يمكن لحزب الله أن يتحمل عواقبها. خصوصا أن الحزب ليس أمامه الكثير من الخيارات حين يتعلق الأمر بالرد على إسرائيل".
وقال الأمين العام لحزب الله مخاطبا الإسرائيليين "إذا اعتديتم علينا فإنّ كل حدودكم وجنودكم ومستعمراتكم على الحدود وفي عمق العمق ستكون في دائرة التهديد والاستهداف والردّ".
وعلق محللون حيال رد حزب الله، أن ذلك يمكن أن يرضي الحزب في ضوء الحاجة إلى عمل عسكري ما، حتّى لو لم يؤد إلى مقتل إسرائيليين، يظهره في مظهر من لا يقبل السكوت عن أي استفزاز يتعرّض له.
وكان أعلن حزب الله الأحد تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة أفيفيم، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنّ الحزب أطلق على قاعدة عسكرية إسرائيلية ثلاثة صواريخ مضادّة للدبّابات، فردّ الجيش بإطلاق نحو مئة قذيفة على أطراف قرى لبنانية حدودية.
وأعلن نصرالله في كلمته أن الجولة الأولى من الردّ انتهت، كما هدد باستهداف الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي عادة ما تحلّق في الأجواء اللبنانية.
وبرغم التطورات الأحد، لم يظهر أن هناك نية في تصعيد كبير من الجانبين، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو أعلن أنه أعطى أوامره لأن يكون الجيش الإسرائيلي "جاهزاً لكل السيناريوهات".
وعادت الحياة إلى المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، وبدا أن السكان يمارسون نشاطاتهم بشكل طبيعي، لكن بقيت آثار من تصعيد الأمس على الجهة الإسرائيلية، إذ تمّ نصب حاجز تفتيش عسكري في منطقة أفيفيم.
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى أنه بعدما أطلق حزب الله صواريخ مضادة للدبابات عبر الحدود، طلب أمين عام الحزب حسن نصرالله تدخل دول أخرى لوقف إطلاق النار، مشيرا إلى مصر وفرنسا والولايات المتحدة.
وقال المصدر الأمني ،الذي لم يتم تسميته،"هذا يجب أن يقال لأن الرجل في الملجأ مستمر في إلقاء الخطب ، ومن الواضح أنه أراد فقط الخروج مع بعض الاحترام.
وقال المصدر إن تركيز إسرائيل الآن على منع وصول الصواريخ الإيرانية دقيقة التوجيه إلى لبنان وسورية.