ماذا يعني أن نحمي لبنان من العدو الصهيوني، ثم نساهم أو على الأقل نصمت صمت القبور عن حمايته من أعداء ينهشون عظامه ويتلذذون بكل أصناف تمزيق مواطنيه، ويرقصون فوق آلام أبنائه ؟!!
صورتان شاهدها اللبنانيون في الساعات الماضية، متزامنتان في التوقيت، متناقضتان إلى حد التعارض في المعنى والمضمون، والملفت هو تواجد حزب الله بكلتا إطاري الصورتين ، منسجما متوافقا مع كل ما فيهما من تعاكس الصورة الاولى كأن تُبث من جنوب الجنوب، النجم الاول فيها صاروخ الكوزنت الروسي الصنع، مستهدفا آلية عسكرية للعدو الصهيوني، اسرائيلية الصنع،
حزب الله على الحدود الجنوبية، كان بأبهى صورته وأقواها وأفضلها، ممتشقا الكورنت ومعه أعلى درجات التحدي والعنفوان والشجاعة والتضحية والتخطيط والتنفيذ، يخاطب العدو بلغة الندية وتوازن الرعب وفرض المعادلات وتكسير الخطوط الحمراء والرزقاء
لن أدخل في تفاصيل "التضخيم" الاعلامي، وإن كنت أرى فيه مضرة بصورة مصداقية المواجهة مع العدو، فلا يعنيني عدد القتلى ولا الجرحى عند العدو، ولا إخلائه لمواقعه وإبعاد سكان الشمال عن منطقة الحرب وحماية مواطنيه بالملاجئ ، وبالمقابل لا تستهويني شجاعة الجنوبيين الكاذبة أمام الكاميرات ولا أعتبر فرارهم وتزاحمهم أمام محطات البنزين دليل ضعف، فهذا وذاك أمر أكثر من طبيعي، ولا يعنيني أن حجم التضرر الذي أصاب مركبة("زئيف" او "وولف" ) وإن كانت تدمرت بمن فيها أو شوهدت تسقط بالبحر حتى، لأنني أعتبر أن رمي صاروخ على الكيان الاسرائيلي هو عمل عظيم بنفسه، ومجرد أن تضطر اسرائيل لنصب اهداف وهمية لامتصاص ردة الفعل هو أمر بغاية الروعة، لا نحتاج معه الى كل تلك السقطات (حتى لا اقول الحماقات) الاعلامية وغير الاعلامية.
إقرأ أيضًا:" الرد المدروس - السيد صار يعلم "
أما في المشهد الآخر، الصورة الاخرى ، هو حضور الحج محمد رعد ممثلا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله،في لقاء بعبدا الاقتصادي، هنا كان الحضور هزيلا، ضعيفا ، خاويا ولا يكاد يكون له اي أثر، وكأن حزب الله حين يبتعد عن الكورنت يغدو بلا لون ولا رائحة ولا دور.
دخل الحج أبو حسن إلى قاعة الاجتماع في قصر بعبدا، لا يحمل حتى ملف صغير، لم نشعر أن قوة الكورنت حاضرة هنا كما هي هناك، وكأنه غير معني بالمعادلات المتحكمة بمصيرنا منذ عقود من كل الحاضرين حوله، والتي أوصلت البلد الذي يدعي حزبه حمايته إلى شفير الهاوية.
ماذا يعني أن "نحمي" لبنان من العدو الصهيوني، ثم نساهم أو على الاقل نصمت صمت القبور عن حمايته من أعداء ينهشون عظامه ويتلذذون بكل أصناف تمزيق مواطنيه، ويرقصون فوق آلام جثث أبنائه ؟!!
حدثنا السيد بالامس، عن تغيير المعادلات مع العدو، وعن مساحات جديدة في المواجه، وعن تكريس قواعد وعن وعن،،
ونحن بدورنا نقول للسيد : أن الكورنت الذي يستطيع أن يفعل فعله هناك، وأن "يحمينا" هناك، ويعجز عن حمايتنا هنا هو كورنت أعور لا قيمة له ولا معنى ، وأن بقاء المعادلات الداخلية على حالها، وهذا الصمت المريب الذي يخيم فوق محميات اللصوص وناهبي الناس، يجعلنا لا نصدق أن الهدف الحقيقي هو حماية لبنان، لأن الحماية لا تتجزأ