رأى البطريرك الكردينال ​مار بشاره بطرس الراعي​ في إفتتاح سنة المكرَّم البطريرك الياس الحويّك، والسّنة التّحضيريّة لمئويّة إعلان دولة ​لبنان​ الكبير، في قداس احتفالي بدعوة من اللجنة البطريركية المركزية لمئوية دولة لبنان الكبير و"جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات". في كنيسة القيامه- الصرح البطريركي- ​بكركي​، انّ المكرَّم البطريرك الياس الحويّك هو راعٍ مميَّزٌ غيورٌ لكنيستنا، وعميد لبنان، وحامي كيانه، وحامل مجده بجدارةٍ واستحقاق. فباستعراض مراحل حياته، نرى أنّه شكّل خاتمةً سعيدةً لمساعي أسلافه البطاركة، عبر مسارٍ طويلٍ بدأ مع القدّيس يوحنّا مارون، وبلغ ذروته مع المكرَّم الحويّك، عندما ترأّس الوفدَ اللّبنانيَّ الرّسميّ إلى ​مؤتمر​ الصّلح في فرساي سنة 1919، وطالب "بدولة لبنان الكبير" بحيث تستعيد كلَّ الأراضي التي سلختها عنه السّلطة العثمانيّة. فكان "إعلان دولة لبنان الكبير" في أوّل أيلول 1920، بحضوره في قصر الصّنوبر، على لسان الجنرال غورو، ممثّل الدّولة الفرنسيّة.
وأكّد الراعي انهمّ البطريرك كان أن يكون شعب لبنان، بمسيحيّيه ومسلميه، عائلةً واحدةً قائمةً على التّعدّديّة الدّينيّة والثّقافيّة لا العدد، في دولةٍ يرعاها القانون والمؤسّسات في إطار العيش الواحد، على قاعدة الانتماء الوطنيّ، لا الطّائفيّ أو المذهبيّ. وكان فضله أنّه أسّس أوّل كيانٍ دستوريٍّ معترَفٌ به عربيًّا ودوليًّا، يثبّت الوجود اللّبنانيّ المستقلّ والحرّ والآمن على كامل الأراضي اللّبنانيّة، في إطار صيغة تعايشٍ متساوٍ مسيحيٍّ-إسلاميٍّ، ضمن نظامٍ ديمقراطيٍّ برلمانيٍّ ليبراليٍّ يقرّ جميع الحريّات المدنيّة العامّة.
وختم الراعي بالاشارة الى ان في ذكرى الحويك، وفي هذه المئوية لاعلان دولة لبنان الكبير، يجدر بنا ان نعود جميعا، شعباً ومسؤولين ومؤسسات في ​الدولة​ وسياسيين الى الروح التي قادت الحويك، وان نعود الى الاسس التي وضعها لهذا الوطن. فلتكن المئوية وقفة ضمير ومراجعة للذات بعد مئة سنة، اين كنا واين نحن.