فمن يلاحظ الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية لبقايا انفجار الصاروخ في المركز الفضائي الإيراني يمكنه أن يدرك أن الصورة جديدة وواضحة جدا وعالية الدقة، مع تسليط الضوء على العديد من المناطق وتصنيفها.
وكما يتضح من التغريدة، فإنها كانت مرفقة بصورة بالأبيض والأسود وملتقطة عند مستوى منخفض، وتم إخفاء مصدرها بواسطة شريط اسود.
ومن الواضح أيضا أن ترامب نشر الصورة بعد فترة وجيزة على "الإحاطة الاستخباراتية"، أو الملخص الاستخباراتي الذي تقدمه له الأجهزة الأمنية، بحسب ما ذكرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
ويعتقد خبراء أن هناك احتمالا بأن تكون الصورة مأخوذة من تلك "الإحاطة الاستخباراتية"، ليس هذا فحسب، بل ربما التقطها الرئيس بهاتفه الذكي قبل أن يغرد بها، حيث يوجد انعكاس لما يبدو أنه وميض في وسط الصورة.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع لقناة "سي إن بي سي" إن الصورة التي نشرها الرئيس تم عرضها خلال اجتماع لأجهزة الاستخبارات، مشيرا إلى أنه كانت هناك إحاطة مدرجة الجمعة على جدول أعمال ترامب، الذي بعث تغريدته من خلال هاتفه الذكي.
ومن ناحية دقة الصورة ومحتوياتها، يبدو أنها التقطت في أعقاب انفجار الصاروخ بينما كان على منصة الإطلاق، حيث يبدو الدخان وكأنه يتصاعد من اللوحة، كما تم رصد العديد من المركبات في الموقع استعدادا لمحاولة الإطلاق، كما يبدو أن فشل العملية برمتها حدث ربما قبل دقيقتين فحسب من التقاط الصورة.
جدل حول نشر الصورة
غير أن نشر هذه الصورة، التي قد تكون مصنفة ضمن الأسرار الدفاعية، أثار ضجة في الأوساط الاستخبارية، ذلك أن ترامب قد يكون كشف بذلك عن مستوى من الدقة لدى أقمار التجسس الأميركية، وهو الأمر الذي كان مجهولا حتى الأن، أو يرجح أن تكون الاستخبارات هي من التقطت تلك الصورة من الجو.
الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات حظر الانتشار النووي بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا فابيان هينز قال إنه لا يعتقد أن الصورة التقطها ترامب ونشرها دون استشارة الآخرين بشأن هذه القضية.
وأوضح قائلا إنه "من الواضح جدا أنها عبارة عن إحاطة استخبارية. لقد قاموا بتنقيح جزء من الصورة" في الزاوية اليسرى العليا منها.
وأضاف "لا أعتقد أن الأمر كان مجرد خطأ ارتكبه ترامب أو مجرد سلوك أخرق.. يبدو أنه كان أكثر قليلا من ذلك.. لقد كانت التغريدة غير عادية، لكنها ربما لم تكن سلوكا أخرق بالكامل أيضا".
وكان ترامب اتهم في وقت سابق إيران باستخدام وكالتها الفضائية الناشئة لتعزيز جهودها لإطلاق صواريخ باليستية، وهو الأمر الذي قال الرئيس الأميركي إنه "غير مقبول".
وتعتبر القضية ذات أهمية بالنسبة إلى ترامب، الذي كان قد أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، مستشهدا جزئيا بتجارب الصواريخ الباليستية في البلاد، وبالتالي فهو استخدم الصورة على الأرجح لإثبات مساعي إيران الصاروخية.
ورغم النفي الإيراني "المتوقع" للحادث يبقى من المهم الإشارة إلى أن إيران فشلت في إطلاق أقمار صناعية، في مناسبتين أخريين على الأقل، هذا العام.