زار وزير العمل كميل ابو سليمان مقر الرابطة المارونية في الكرنتينا، والتقى رئيسها النائب السابق المحامي نعمة الله ابي نصر واعضاء الرابطة، وتم البحث في خطة تنظيم اليد العاملة غير اللبنانية التي اطلقها ابو سليمان.
ابي نصر
ابي نصر استذكر في كلمته والد ابو سليمان النائب الراحل شاكر ابو سليمان الذي كان رئيسا للرابطة المارونية، وقال: "معا بدأنا العمل في الشأن العام في بداية سبعينات القرن الماضي. إنطلقنا، من شؤون لبنان والموارنة، وكانت الرابطة المارونية يومها إطارا محدودا. إنتخبناه رئيسا للرابطة المارونية واتخذنا القرار بتحويلها إلى مؤسسة مستقة تحمل بإسم الموارنة مشروعا للبنان، يومها كنا مجموعة متجانسة تجمعنا مسلمات وطنية نابعة من جذورنا. في الرابطة المارونية كما في المحاماة والنيابة، كان شاكر أبو سليمان إستقلاليا، سياديا، ديموقراطيا، ووفاقيا بامتياز. هل الإبن سر أبيه؟".
وعبر عن سروره باستقبال ابو سليمان "وزيرا كفوءا، مقتدرا، شجاعا، صاحب وقفة وموقف ليصح القول : "هذا الشبل من ذاك الأسد".
واكد ان "الرابطة تتابع مواقفه الأخيرة تجاه العمالة الأجنبية في لبنان"، مثنية على إصراره على "تطبيق القوانين الواجبة التنفيذ والتي لم تنفذ"، وشدد على ان ا"لرابطة تصدت للحملات المغرضة التي طاولته، ولم ترض أن توجه السهام الحاقدة إلى شخصه".
واشار الى ان "هذا اللقاء هو لتجديد الثقة بكل ما يقدم عليه وزير العمل وللإطلاع على ما يسعى إلى تحقيقه من إنجازات وتعديلات على قوانين العمل، وتحديث لآلية المعاملات الإدارية، وعلى الخطط الآيلة إلى تعزيز دور العمالة اللبنانية، في مواجهة المضاربة غير المشروعة لليد العاملة الاجنبية، وخصوصا في ظل وجود مليون ونصف مليون نازح سوري، ونصف مليون لاجئ فلسطيني".
وسأل: "هل من خطط لتوفير فرص عمل جديدة للشباب تحول دون مغادرتهم البلاد إلى بلدان الهجرة البعيدة التي يصعب العودة منها إلى الوطن الأم؟ وهل تحل الأزمة التي إفتعلت في وجهكم، كيف ومتى؟".
وحيا "جرأة الوزير ابو سليمان وصراحته"، معبرا عن "ثقتهم بالخطوات التي يقوم بها، لأنه رجل قانون يعرف معنى العدالة الوطنية ويتمتع بحس وطني، وبالتالي يعرف جيدا أن يحدد المصلحة الوطنية وسبل تحقيقها بعيدا من المزايدات التي يواجهها بالقوة الهادئة والمنطق السديد، والشجاعة التي لا تأبه بالتهويل، عندها ستجدون أن الرابطة المارونية هي خير عضد وسند لكم".
وختم : "المطلوب من حكامنا اليوم، مواقف شجاعة، قد يكون فيها شيء من إيلام وإحراج سياسي للكثيرين لكنها، في نهاية المطاف، تصون لبنان من الأخطار المصيرية التي تهدده من كل جانب".
ابو سليمان:
بدوره، شكر ابو سليمان الرابطة المارونية اذ "كانت اول من اصدر موقفا داعما لخطة تنظيم اليد العاملة غير اللبنانية، فيما كثر فضلوا السكوت عن الحق"، معتبرا ان موقفها "نابع من إيمانها بأن لا خلاص للبنان إلا ببناء دولة القانون والمؤسسات، وبضرورة تطبيق القوانين فلا تبقى حبرا على ورق".
واشار الى انه "اطلع اعضاء الرابطة على النتائج الملموسة للخطة وحجم فرص العمل التي وفرتها للبنانيين وعلى المناخ الإيجابي السائد والتجاوب الكبير معها". وتحدث عن "الوضع المالي والاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد"، مشددا على "ضرورة الإسراع في الخطوات العملية والإصلاحات للافادة من الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة قبل فوات الأوان".
وتحدث عن اهمية هذه الزيارة، وقال: "تشرفت بزيارة الرابطة المارونية، ليس فقط كوزير يزور مقرا وطنيا، ولا فقط كماروني يزور رابطته، بل ككميل شاكر أبو سليمان مع ما تربطني بالرابطة من علاقة تاريخية حيث كان والدي رئيسا لها لزهاء 20 عاما. وهي شكلت الركيزة الاساسية خلال مسيرته النضالية في سبيل لبنان، والحفاظ على وجهه التعددي وعلى إرث الجماعة المارونية. وقد أدى والدي خلال ترؤسه الرابطة دور الاطفائي على جبهات الحرب المشؤومة، وسعى الى حلحلة الخلافات بين الاطراف المسيحيين".
ووجه تحية الى ابي نصر "الحريص على الرابطة ودورها"، آملا ان "ينجح في اعادة تفعيله لما من حاجة الى الرابطة وطنيا ومسيحيا".
وجدد شكره للرابطة و"موقفها الداعم لخطة وزارة العمل وتطبيق القانون".
وختم: "ينتظرنا معا الكثير من المعارك السيادية والمؤسساتية المهمة لما فيه مصلحة لبنان وشعبه".
وردا على سؤال عن اللجنة الوزارية المتخصصة بمراجعة خطة العمالة الاجنبية، اكد ان "هذه اللجنة لا تعتبر انتقاصا من صلاحية الوزير بل على العكس هو كان من داعمي هذا الاقتراح". واشار الى ان "اللجنة لم تجتمع بعد وهو منفتح للحوار الا انه لن يقبل بأي قرار ينتقص من صلاحياته. كان يهمني فقط الا يصدر مجلس الوزراء قرارا بتجميد تطبيق القانون لأن هذه مخالفة قانونية، وكنت حريصا على ذلك ولم يطرح احد ذلك على الطاولة. نحن لم نصدر أي قرار في حق احد، بل نحن فقط نطبق القانون، ونحن مستعدون لاتخاذ أي خطوة تسهل على الفلسطينيين اذا كانت ضمن القانون".