الخطير في الأمر هو إصرار الحكومة على إلغاء الحدود الفاصلة بين السلطة اللّبنانيّة وحزب الله
نشط رئيس الحكومة سعد الحريري على خطّ الدبلوماسيّة رافعًا شكوى إلى مجلس الأمن ضدّ العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبيّة، باعتبار أنّ ما حصل هو خرق واضح للقرار 1701، في ظلّ الغموض الذي يُحيط طبيعة الردّ على الحادثة من جانب حزب الله التي سوف تكون بالطبع محدودة لاستحالة خوض حرب مفتوحة مع إسرائيل بعد الشحّ المالي والعقوبات المفروضة على الحزب وتململ قوّته العسكريّة في سوريا وخسارته للغطاء الخليجي الذي كان يحظى خلال حرب تمّوز 2006.
واللافت هُنا، أنّه رغم زيارة الحريري لواشنطن الأسبوع المُنصرم واللقاءات التي حصلت هُناك إلّا أنّه أعطى الغطاء الرسمي للحزب خصوصًا بعد ردّه على الوزير قيومجيان خلال الجلسة الحكوميّة أنّ "إسرائيل هي من بادرت إلى الإعتداء علينا ولسنا نحن"، ممّا دفع بوزراء حزب الله بالإثناء على كلامه مُعتبرين أنّه كان مُمتازًا وايجابيًّا، وكأنّ الحريري رضخ لكلام نصرالله خلال خطابه الأخير والذي قال فيه:"إذا كان هناك أحد حريص بلبنان على ألّا يحدث مشكل فليتحدّث مع الأمريكي ليتحدّث بدوره مع الإسرائيليّين ينضبّوا".
وفي اتصالٍ مع "لبنان الجديد"، لفت مُستشار رئيس الحكومة عمار حوري، إلى أنّ الجيش اللّبنانيّ نفّذ التعليمات المطلوبة في التصدّي لأيّ عدوان مؤكّدًا أنّ الخط الدبلوماسي "شغّال".
وشدّد حوري على ضرورة البقاء تحت غطاء ومنطق الدولة، قائلًا:" هذا رأي الشخصي".
من جانبٍ آخر، رأى حوري أنّ التباين مع القوّات اللّبنانيّة في ملف التعيينات قد حصل وتمّ تجاوزه، مؤكّدًا أنّ لا شيء يؤثّر على علاقتهما خصوصًا في موضوع الاستراتيجيّة.
يحرصُ كلّ من تيّار "المستقبل"، "التيّار الوطني الحرّ" و"حزب الله" على استمراريّة التسوية تبعًا لمصالحهم، علمًا أنّ الغرب قد وافق على التسوية مع الحريري من منطلق شدّ التيّار الوطني الحرّ لصالحه وابعاده عن حزب الله لكنّ الذي حصل عكس تمامًا، طبعًا في هذه الظروف ليس المطلوب وقوف الحريري بوجه حزب الله وهزّ التسوية، لكنّ الخطير في الأمر هو إصرار الحكومة على إلغاء الحدود الفاصلة بين السلطة اللّبنانيّة وحزب الله، بعد الكلام عن ابلاغ حزب الله المجلس الاعلى للدفاع بشكل الردّ المتوقّع رغم نفيه هذا الكلام لاحقًا، غير أنّ هذا كلّه قدّ يُعرّض مؤسّسات الدولة كاملة إلى الخطر في حال وقوع الحرب.