ووصفت التقارير الإسرائيلية الجهاز بأنه "حيوي وأساسي في مشروع حزب الله لتطوير ترسانته الصاروخية".
وذكر تقرير في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن "المشروع الذي يعمل عليه حزب الله لتطوير دقة صواريخه، نُقل من سوريا إلى لبنان خشية استهداف أجهزته، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل على أهداف في سوريا".
صواريخ الحزب على رأس الأجندة
منذ أكثر من سنتين، وفي أعقاب تقارير أجنبية وإسرائيلية تحدثت عن مساعي "حزب الله" لتعزيز ترسانته الصاروخية من حيث كميتها ودقتها، وضعت أجهزة الأمن الإسرائيلية هدف مواجهة هذا المشروع على رأس أجندتها. ونُقل عن مصدر أمني أن عمليات القصف، التي سبق وشنتها إسرائيل على سوريا، كانت ضمن الهدف ذاته، أي القضاء على مشروع صواريخ "حزب الله" التي، وفق هذا المصدر، تُعدُّ خصيصاً لاستخدامها في حرب ضد إسرائيل، وقد يتحول إلى مركز لوجستي وعملياتي ضد تل أبيب.
لا ضمانات
من جهتها، تواصل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بالتعاون مع قيادة الجيش، اتخاذ الاحتياطات والاستعدادات الضرورية كافة لمواجهة أي رد من "حزب الله" يستهدف جنوداً أو منشآت إسرائيلية حساسة واستراتيجية. وأعلن مصدر في الجيش أن القيادتين السياسية والعسكرية لا تثقان بوجود ضمانات كافية لمنع فقدان السيطرة على تطورات الأوضاع في المنطقة وتسارعها، وعلى أحداث تصعيدية تؤدي إلى تدهور الأمور صوب الحرب، ما يستدعي ليس فقط إبقاء الحدود الشمالية مع لبنان على أهبة الاستعداد، إنما أيضاً مع سوريا، فالتوقعات كلها تشير إلى أن رد "حزب الله" سيكون من الداخل السوري وليس من لبنان، وذلك لتفادي أي رد إسرائيلي على لبنان يشعل المنطقة، وفق مسؤول إسرائيلي.
مناطق عسكرية مُغلقة
ومع إعلان "حزب الله" أن الرد على عملية الضاحية آت، وإن كان متأخراً، اتخذ الجيش الإسرائيلي الاحتياطات كافة لتفادي اختطاف جنود ومنع دورياته من الاقتراب من الحدود واستبدل جيش وحدات الحدود بطائرات من دون طيار لمراقبة المنطقة ومنع أي تسلّل، فيما حُددت مسافة خمسة كيلومترات تفصل الإسرائيليين عن الحدود وأُغلق المجال الجوي عن مسافة ستة كيلومترات من الحدود مع لبنان. كما طُلب من طائرات رش المبيدات في المنطقة الحصول على تصريح قبل الإقلاع.
الصواريخ متوفرة
وقد اختلف الإسرائيليون في تقديراتهم لنتائج عملية الضاحية، إذ رفض البعض تصريحات القيادة العسكرية أن العملية قضت على مشروع تطوير الصواريخ بعيدة المدى. ورأى الخبير العسكري يوسي يهوشواع أن "عرقلة الإنتاج الصناعي لمشروع رفع دقة الصواريخ البعيدة المدى لحزب الله في لبنان، لا يعني أن تكون العملية، التي نفذتها الطائرتان المسيّرتان، قد قضت على الصواريخ كلها، وربما لا يزال الحزب يملك قسماً منها".
وبحسب يهوشواع، فإن "حزب الله يحاول الدفع بمشروعين في آن واحد، الأول يقضي بإقامة خط إنتاج صواريخ دقيقة على أراضي لبنان، والثاني يعمل على تطوير دقة الصواريخ الموجودة بحوزته، التي يُقدر عددها بحوالى 150 ألفاً".