قال مسؤول في "سوريا الديمقراطية" -التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية- إنها ستسحب قواتها وأسلحتها الثقيلة من شريط على الحدود بين سوريا وتركيا، وذلك بموجب اتفاقات بين واشنطن وأنقرة.
وذكرت الإدارة الذاتية -التي يقودها الأكراد وتدير كثيرا من مناطق شمال وشرق سوريا- أن انسحاب وحدات حماية الشعب من موقعي تل أبيض ورأس العين الحدوديين الأيام القليلة الماضية يبرهن على مدى جديتها بشأن المحادثات الجارية.
ويعتبر التطور علامة على التقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وتركيا، الهادفة إلى حل الخلافات العميقة بينهما بشأن وجود المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة والذين تعتبرهم أنقرة أعداء في المنطقة الحدودية.
وبعدما حذرت تركيا مرارا من أنها ستتوغل عسكريا في شمال شرق سوريا لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود، قالت أنقرة وواشنطن هذا الشهر إنهما اتفقتا على المرحلة الأولى لاتفاق أمني على امتداد الحدود.
وقال مسؤولان كبيران تركي وسوري كردي إن مدى عمق المنطقة لا يزال نقط خلاف مع رغبة تركيا في التوغل لمسافة 32 كيلومترا داخل سوريا.
وتتمركز قوات أميركية منذ سنوات بالمنطقة التي تسيطر عليها قوات "سوريا الديمقراطية" وتقدم التدريب والسلاح للمقاتلين الذين انتزعوا تلك المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويثير الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب غضب تركيا التي تعتبرها تهديدا أمنيا، وعلى صلة بالمسلحين الأكراد على أراضيها.
حسن نوايا
من جهته، قال شون روبرتسون المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "هذه التحركات تظهر حسن نوايا وحدات حماية الشعب التي تدعم تنفيذ إطار عمل الآلية الأمنية".
وأضاف قائلا أن الخطة تحافظ على الأمن شمال شرق سوريا حتى لا يعاود تنظيم الدولة الظهور "وستسمح للتحالف ولشركائنا بالحفاظ على التركيز في تحقيق هزيمة دائمة للتنظيم".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال أواخر العام الماضي إنه سيسحب قواته من سوريا لكنه يحجم حتى الآن عن فعل ذلك لأسباب منها ضمان حماية الأكراد.
تقارب تركي أميركي
وفي السياق، قال مصدر مطلع على المحادثات إنه على الرغم من أن واشنطن وأنقرة لا تزالان تبحثان مدى عمق المنطقة الآمنة فإنهما اتفقتا على بدء العمل على قطاع واحد من الحدود، وأضاف أن الترتيبات ستتفاوت في مناطق مختلفة من الحدود.
وأفاد المصدر بأن الدوريات الأميركية التركية المشتركة ستراقب إزالة الأسلحة الثقيلة والتحصينات والأنفاق إلى جانب وجود وحدات حماية الشعب الكردية بين تل أبيض ورأس العين، وهما بلدتان حدوديتان سوريتان يفصلهما نحو مئة كيلومتر.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صرح الاثنين الماضي بأن قواته البرية ستدخل المنطقة المقررة "قريبا جدا" بعد إقامة مركز عسكري مشترك مع واشنطن للإشراف على العملية مطلع الأسبوع، مضيفا أن الطائرات التركية المسيرة والمروحيات حلقت بالفعل فوق المنطقة.