وسلطت "هآرتس" الضوء على التهديدات المتبادلة التي أطلقها نتنياهو ونصرالله، وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "كل دولة تسمح باستخدام أراضيها للهجوم على إسرائيل ستتحمل النتائج"، في حين رد نصر الله على هذه التهديدات، ونفى المزاعم الإسرائيلية بقصف قوة من الحرس الثوري الإيراني، وهدد برد "شديد وفوري"، معتبرا أن "إسرائيل خرقت قواعد اللعب".
وبينت أنه "في جهاز الأمن الإسرائيلي ينظرون بجدية لتهديد حزب الله، وتم زيادة استعدادات بطاريات القبة الحديدية، ورفع مستوى التأهب بدرجة كبيرة على الحدود مع لبنان وسوريا"، موضحة أن "إيران حاولت عدة مرات مؤخرا الرد على إسرائيل بإطلاق صواريخ من سوريا، لكن هذه المحاولات أحبطت عبر هجمات وقائية لسلاح الجو".
وأشارت الصحيفة إلى أن "عملية إيران التي تم إحباطها، خطط لها كانتقام على الهجوم الذي نسب لإسرائيل في العراق في 19 تموز/ يوليو الماضي ضد مخازن سلاح لقوات شيعية مدعومة من إيران"، منوهة بأن "طهران اعتبرت الهجوم محاولة إسرائيلية لتوسيع ساحة الصراع".
وتابعت: "بصورة شاذة جدا عن سياسة أمن المعلومات، ألمحت طهران بشأن الرد المتوقع من جانبها، وكتب محلل مقرب من حرس الثورة الإيراني، أن هجمات إسرائيل في العراق وسوريا سيتم الرد عليها بشكل مفاجئ؛ من مثل إطلاق طائرات مسيرة نحو أهداف إسرائيلية حساسة"، مضيفة: "الخطة التي أحبطها الجيش الإسرائيلي، تشبه العملية التي هدد بها المحلل قبل حدوثها".
وأكدت أن "القصف المتكرر لأهداف إيرانية في سوريا، يبرهن على الأفضلية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي عندما تجري المواجهة مع الحرس الثوري قرب الحدود مع إسرائيل"، كاشفة أن "أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تغطي تماما ما يحدث في سوريا، وسلاح الجو ينجح في ضرب الإيرانيين وإحباط خططهم، دون صعوبات خاصة حتى الآن".
ورغم "الأفضلية" الإسرائيلية، إلا أن إيران -بحسب الصحيفة- "لم تتنازل عن طموحاتها في سوريا، فهي تجري تغييرات، ولم تتنازل عن عمليات التمركز العسكري في سوريا، ولم توقف إرسال السلاح لحزب الله".
ونبهت إلى أن "الهجوم في سوريا ولبنان يظهر بصورة مختلفة الانتقاد الذي وجه لحكومة نتنياهو بذريعة انعدام الروح الهجومية ضد حماس في قطاع غزة"، مؤكدة أن "التوتر في الشمال يزداد كلما اقترب موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية بتاريخ 17 أيلول/ سبتمبر المقبل".
وزعمت أن "الوضع في الشمال يختلف عن القطاع، فنتنياهو يشعر في هذه الأثناء بارتياح من الناحية السياسية؛ فهو يظهر كمن يسيطر على الوضع (في الشمال) ويدير استخدام القوة بحذر نسبي"، معتبرة أنه "من المعقول أن يستثمر نتنياهو النشاط العسكري في سوريا انتخابيا، في الوقت الذي يحاول فيه أن يقلص بقدر الإمكان النقاش حول وضع الإسرائيليين في غلاف غزة".
وأما بشأن الشمال، "فلا يوجد لدى خصوم نتنياهو الكثير مما يمكن قوله، باستثناء إظهار الدعم القسري بقدر ما لسياسة الحكومة وخطوات الجيش الإسرائيلي"، بحسب الصحيفة التي تساءلت: "هل قرار توسيع الهجمات الإسرائيلية على العراق لم يكن يكتنفه مخاطرة مبالغ فيها؟ وهل هو القشة التي قسمت ظهر البعير الإيراني، وجرته لمحاولة الرد مساء السبت؟".
وفي نهاية المقال، قدرت "هآرتس" أن الهجمات الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية، "سيكون لها ثمنا معينا، حتى لو لم يصل لحرب شاملة بين الطرفين".