أطلقت جامعة سيدة اللويزة الحملة الوطنية عن "مخاطر الادمان على الانترنت والتكنولوجيا"، برعاية وزير الاعلام جمال الجراح وحضوره، في مقر الوزارة في حضور العقيد داني قسطا ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، المقدم البير خوري ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، الملازم اول اناستازيا غوش ممثلة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، المحامية ريما المر ممثلة المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" لور سليمان، رئيس جامعة سيدة اللويزة الاب بيار نجم.
وتأتي الحملة ضمن مبادرة اجتماعية كانت قد أطلقتها الجامعة برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
بو هدير
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية للاعلامي ماجد بو هدير، قال فيها: "نتحلق اليوم في كنف السلطة الرابعة، في وزارة صورة لبنان، وصوته، وقلمه. نتحلق مع جامعة سيدة اللويزة NDU التي اعتادت أن تجمع من أجل كل إطار هادف، من خلاله تساهم في ارتقاء المجتمع والمحافظة على ألقه وخدمته. نأتي معها على متن طائرة مسيرة من صرحها الرئيسي في زوق مصبح، مرورا بفرعيها في برسا الكورة، ودير القمر الشوف. طائرة مسيرة بدفع رسالة التعليم، والتثقيف، والبناء، والمواطنة المستنيرة، وليس الهدم والنار. نارها توقد من خلالها اليوم سراجا سوف يضيء في كل بيت، مواجها كلَّ شاشات الحواسيب والتكنولوجيا والتواصل، لكيما يقول إن الإدمان عليها له أثمان كبيرة".
اضاف: "اليوم، ومن خلال هذا المؤتمر الصحافي، سوف يتم الإعلان عن الحملة الوطنية الإعلامية للتوعية حول مخاطر الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا. مشروع أتى وليدة توجه واقتناع لإدراة جامعة على رأسها راهب شاب لا يكل عن خوض غمار التحديات الكبيرة والشمولية التي لا تستثني أحدا، وهذا هو ما دأبت عليه هذه الجامعة من خلال زرع أكثر من عشرين ألف خريج في مجتمعات رفع إسم لبنان. هو قبطان الطائرة المسيرة التي ذكرت رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب بيار نجم".
الاب نجم
ثم تحدث رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب نجم، مشيرا الى انه "منذ 324 عاما كانت الرهبانية المارونية المريمية السباقة عندما اتخذ القرار في المجمع الماروني المنعقد في دير اللويزة، بإلزامية التعليم المجاني للشبان والشبات. بدأت المسيرة سنة 1736 وما زالت مستمرة حتى اليوم، مسيرة هادفة، وضعنا نصب أعيننا الإنسان. جامعة سيدة اللويزة هي إستمرارية لهذه الرسالة، بنينا الحجر ولكننا لم ولن ننسى البشر".
وقال: "أردنا في كل عام من ذكرى تأسيس الجامعة، أخذ مبادرة وطنية لإبراز دورنا المجتمعي.
في أيلول الماضي، أطلقنا، برعاية وحضور فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الصرخة حول خطورة الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا وذلك بحسب الدراسات الصادرة عن الجامعة، وقد عملنا على إنشاء مركز INTA (INTERNET and TECHNOLOGY ADDICTION) المؤلف من أخصائيين وباحثين من أسرة الجامعة، كما نسعى بالموازاة إلى استصدار قانون يضع حدا للافراط في استعمال الإنترنت والتكنولوجيا الذي ينتج عنه مشاكل كثيرة تؤدي في أغلب الأحيان إلى التفكك الأسري، مشاكل نفسية، خلقية وأكثر، كما سيجري الإعلان عن تشكيل هيئة وطنية في أيلول المقبل".
اضاف: "وها نحن اليوم، ومن خلال إطلاق الحملة الوطنية للتوعية حول مخاطر الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا، نعيش صلب رسالتنا وهي بناء الإنسان، فالجامعة هي أم على صورة شفيعتها. وهذه الرسالة هي مشتركة مع كل الفئات المجتمعية اللبنانية التي وضعت يدها معنا بشراكة من خلالها تشكلت الهيئة الوطنية التي سوف تأخذ على عاتقها السير بركب تعميم التوعية المطلوبة، لهم الشكر على التجاوب".
وشكر الوزير الجراح "لأنكم آمنتم بقضيتنا وشرعتم أبواب وزارتكم لكي يصل الصوت، معا نضافر الجهود لنخرق مفهوما خاطئا ونبني أسسا جديدة ونرسم واقعا مغايرا للواقع، مذيلا بختم ثقة عمل جماعي مثمر". كما شكر كل وسائل الإعلام المرئية، المسموعة والمكتوبة التي "من خلالكم جسر عبوركم يصل الصوت، مثمنين رسالتكم التي نقدر. والشكر لكل من وضع بصمته لإنجاح هذا العمل على رأسهم شركة Clementine، تقنيين، فنيين".
وختم: "قدرنا الله أن نبقى سويا في استدامة تكامل، تعاضد ووحدة لما فيه خير إنساننا ووطنا".
الجراح
وكانت كلمة للوزير الجراح رحب فيها بالحضور في وزارة الاعلام، وشكر الاب نجم على هذه "المبادرة القيمة التي ستؤدي الى خلق حالة من الوعي لدى اللبنانيين حول مخاطر الادمان على الانترنت".
كما رحب الجراح بممثلي الاجهزة الامنية المعنية مباشرة بهذا الموضوع وبالاعلاميين، مشيرا الى ان "وزارة الاعلام هي المكان الطبيعي لنلتقي لكي نتناول موضوعا بهذه الاهمية"، لافتا الى ان "مهمة الاعلام ليست فقط نقل الخبر والصورة، لكن مهمته الاساسية هي التفاعل مع قضايا مجتمعه وشعبه ومحاولة المساعدة لايجاد الحلول".
وقال الجراح: "الادمان على الانترنت أصبح يشكل مشكلة للاهالي ولمستخدمي الانترنت والمجتمع، اليوم اصبح اولادنا في حالة انفصال عن مجتمعهم واهلهم، واصبحوا ملتصقين التصاقا كاملا ب"سمارت فون" او ال"ايباد" ولا يعون ولا يتفاعلون مع محيطهم، والاهالي لا يستطعيون ان يعرفوا ما هو محتوى هذه الالعاب، خصوصا في اعمار معينة".
اضاف: "بدأنا نسمع عن محتوى خطير يدخل الى بيوتنا من دون اذن وبغياب القدرة على مراقبة هذا المحتوى وتأثيراته وخطورته على المجتمع وعلى اولادنا، هناك بعض التطبيقات التي قد تؤدي الى انهاء حياة مستخدميها حيث تؤدي الى الانتحار او الى الجنون في تصرفات معينة خطيرة، على نفسه وعلى مجتمعه".
وتابع: "لذلك نقدر جدا هذه المبادرة، ولذلك تجاوبنا سريعا مع مبادرة الاب بيار ومبادرة جامعة سيدة اللويزة، لاننا شعرنا ان هذا الامر يجب ان يؤخذ بمسؤولية وجدية. وأعرب عن استعداد وزارة الاعلام للمشاركة وتقديم كل التسهيلات اللازمة لانجاح هذه المبادرة، مع الاشارة الى انه ستكون هناك استعانة بخبراء في هذا المجال لكي نخرج بتصور علمي ونتيجة علمية".
واوضح الجراح ان "الهدف ليس منع الناس من استعمال الانترنت، بل نريد ان يستعمل لغايات صحيحة، نريد ان نخلق حالة وعي عند الناس والاهالي بضرورة التعاطي مع هذا الامر بمسؤولية لتجنب مخاطر الادمان على الانترنت".
عرض الاعلانات
ثم جرى عرض لاعلانات مصورة عن الحملة الإعلامية للتوعية حول مخاطر الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا.
حاوي
ثم القى رئيس مجلس إدارة مركز الدراسات حول الإدمان على الإنترنت والتكنولوجيا INTA
الدكتور نظير حاوي كلمة، الذي شكر وزير الاعلام على دعمه هذه المبادرة. وشكر الاب نجم على هذه الحملة الوطنية "لكي ننشر الوعي حول مخاطر الادمان".
وقال: "أردنا التركيز على المراهقين، وتبين لنا من خلال الدراسات التجريبية ان الادمان يبدأ في اعمارهم، وفي دراسة نشرت في العام 2012 تبين ان هناك 4,2% من المراهقين في لبنان مدمنين على الانترنت. كما تبين لنا ان الاعمار الصغيرة معرضة اكثر للادمان على الانترنت. عندها شعرنا بخطر كبير على مراهقينا واطفالنا.
واشار الى ان "بعض الاشخاص مهيأون لاضطرابات نفسية ويأتي الانترنت ليظهرها".
روبرت
ثم كانت كلمة مصورة، لدواعي السفر، للدكتورة مايا روبرت نائب رئيس مجلس ادارة مركز الدراسات والادمان على الانترنت والتكنولوجيا (INT)، فقالت: "عندما عدت الى لبنان منذ ثلاث سنوات لاحظت الاستعمال المفرط للانترنت والتكنولوجيا. عندها عملت مع الدكتور نظير حاوي على وضع اطار علمي لهذه الظاهرة. اليوم وبعد اكثر من 20 بحث علمي نشرناها في اهم المجلات العالمية اصبحت نتائج هذه الابحاث مرجعية لاهم الباحثين في العالم".
اضافت: "أثبتت جامعة سيدة اللويزة سباقة ورائدة في هذا المجال. ونحن هنا اليوم لنضع هذه الابحاث في اطار علمي صحيح لكي تكون في متناول الجميع"، منوهة "بدور الجامعة الاجتماعي الاساسي التي آمنت بهذه القضية".
نجم
ختاما، تحدث مدير شركة Clémentine جورج نجم عن الشركة "التي تأسست منذ 10 سنوات ولم تتردد يوما عن المشاركة في مبادرات مثل هذه المبادرة"، مشيرا التي انها "المرة الاولى التي تشارك الشركة في مبادرة بهذه الاهمية"، وقال: "وضعنا فريق عمل الشركة في تصرف الجامعة وعملنا معهم وانتجنا حملة اعلانية وافلام عدة واعلانات ستنشر في المحطات الاعلامية".