هل يمكننا الاعتبار أن حادثة الطائرتين المسيرتين، هي محاولة جس نبض من اسرائيل لما يُسمى الحرب الأخيرة المقبلة، التي تُنذِرُ بها. الغيوم الملبّدة بالسواد التي تخيّم على الحوض الشرقي للبحر المتوسط؟
في تطور أمني جديد على صعيد الصراع مع العدو الإسرائيلي جاء الإعلان عن سقوط طائرتي إستطلاع إسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، وبينما سقطت الأولى التي كانت محملة بالمتفجرات، أدى إنفجار الطائرة الثانية الى أضرار في أحد المكاتب التابعة للعلاقات الإعلامية في حزب الله. فمن غير الممكن، بل يصعب القفز من فوق ما حصل في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم أمس، وأدى الى سقوط طائرتين اسرائيليتين مسيرتين قبيل ساعات من طلة الامين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله، في مهرجان التحرير الثاني من بلدة بقاعية.. ولبنان يمر بأزمة على كل المستويات، السياسية والاقتصادية والمالية والخدماتية والمعيشية، وآخرها تمثل بالتضييق الائتماني اواخر الاسبوع الماضي، حيث أقدمت وكالة فينيش على التخفيض من مستوى B الى مستوى C.CC. مقابل قرار وكالة ستاندرد اند بورز ابقاء الوضع على ما هو عليه أي B لمدة ستة أشهر إن ما حصل لم يأت من فراغ، بل هو رسالة بالغة الدلالة الى القيادات اللبنانية على وجه العموم، تتمثل بضغوط اميركية مالية واقتصادية وسياسية، حيث الظروف لا تسمح بضغوطات امنية، بخلاف ما حصل أمس، لناحية اسقاط طائرتين مسيرتين اسرائيليتين فوق الضاحية الجنوبية لبيروت كما استتبع ايضاً بقصف مواقع تابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة في منطقة البقاع الاوسط بعد منتصف الليل . وكان سبق ذلك تهديد رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاحد باستهداف كل دولة تسمح لإيران باستخدام أراضيها منصة لشن هجمات على إسرائيل، مهددا بإنها ستتحمل النتائج، في إشارة إلى دمشق. واضاف نتنياهو خلال جولة أمنية له في شمال البلاد بأنهم وبجهود معقدة، اكتشفوا أن فيلق القدس الإيراني أرسل وحدة خاصة إلى سوريا من أجل قتل إسرائيليين في الجولان، وذلك من خلال طائرات مسيرة مفخخة.
الامين العام لحزب الله اكد ان ما حصل ليلة أمس هو خطير جداً وسأشرح وجه الخطورة والموقف يجب أن يكون بمستوى الحدث والخطر ولا يجب تسخيف الموضوع وما حصل ليلة أمس هو هجوم بطائرة مسيرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت.
إقرأ أيضًا:" لا سياسة دفاعية في ظل فقدان السيادة "
وتابع لا يقلل من خطر من حصل فجر اليوم عدم وجود ضحايا أو جرحى ومن لطف الله أن هذا الأمر حصل ليلة الأحد وأغلب المواطنين في الجنوب والبقاع وإلا لسقط شهداء والجرحى والهجوم المسير الانتحاري فجرا هو أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006 وهذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز وهذا خرق كبير وخطير فأي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي الى تكرار السيناريو العراقي في لبنان وبالنسبة لنا يكون نتنياهو مشتبها إذا كان يعتقد أن هذه الحادثة ستقطع ، مخازن للحشد الشعبي تستهدف من خلال طائرات مسيرة مع تلميح اسرائيلي إلى تحمل المسؤولية والمفاخرة فكيف يتعاطى معه العراقيون هذا شأنهم، لكن بالنسبة لنا في لبنان نحن لا نسمح بمسار من هذا النوع ونحن سنفعل كل شيء لمنع حصول مسار من هذا النوع وعلى أيدينا وعلى مقدراتنا والدولة تقوم بمسؤولياتها، ونحن في المقاومة لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن
وانتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات اسرائيلية تقصف مكانا في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمن وأنا اليوم أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة لا تطمئنوا ولا تعتقدوا أن حزب الله سيسمح بعدوان من هذا النوع. ومن الآن وصاعدا سنواجه المسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على اسقاطها وليعلم الاسرائيلي بذلك من الآن ولن ننتظر أحد في الكون وإذا أحد في لبنان حريص على عدم حصول مشكل ليتحدث مع الأميركان كي يطلبوا من الاسرائيليين أن ينضبوا. وختم السيد نصرالله “نحن جيش وشعب ومقاومة، صنعنا أمننا في الجنوب والبقاع ولبنان بأيدينا وتحملنا أعباء أن يكون لبنان واحة أمن وسلام ولن نسمح باعادة عقارب الساعة إلى الوراء أو أن يصبح لبنان مستهدفا وهذا الأمر بالنسبة الينا خط أحمر ونأمل أن يكون هناك موقف وطني موحد والعودة إلى الإنقسامات لن تقدم ولن تؤخر وسندافع عن بلدنا عند كل حدود وسندافع عن سماؤنا بما نستطيع وهذه المرحلة الجديدة فرضها العدو . ونحن حاضرون أن نجوع لكن أن نبقى اعزاء ونحن أمام مرحلة جديدة وليتحمل الجميع مسؤوليته في هذه المرحلة.
من جانب اخر تلقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالاً من وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، حيث جرى عرض لتطورات الساعات الأخيرة على الساحتين اللبنانية والاقليمية . واكد الوزير بومبيو خلال الاتصال على ضرورة تجنب اي تصعيد، والعمل مع كافة الاطراف المعنية لمنع اي شكل من اشكال التدهور .
وشدد الرئيس الحريري من جانبه على التزام لبنان موجبات القرارات الدولية لا سيما القرار ١٧٠١ ، منبهاً الى مخاطر استمرار الخروقات الاسرائيلية لهذا القرار وللسيادة اللبنانية ووجوب العمل على وقف هذه الخروقات .
وشكر الرئيس الحريري الوزير الاميركي على اتصاله ، مؤكداً على بذل كل الجهود من الجانب اللبناني لضبط النفس والعمل على تخفيف حدة التوتر . كما طلبت الحكومة من مندوبة لبنان في الأمم المتحدة تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن على ضرورة ادانة هذا العدوان على لبنان. ثمة إجماع على استنكار وشجب ورفض العدوان الإسرائيلي على لبنان عبر استهداف الضاحية الجنوبيّة، لم يبقَ مسؤول واحد إلا وسارع لشجب هذا الاعتداء، ثمّ هناك أجماع على ضرورة مواجهة هذا العدوان بوحدة وطنية في وجه العدوّ، وهذا أمرٌ محقّ ودقيق، فأي انقسام داخلي يخدم العدو الإسرائيلي وحده، أمّا الحديث عن الردّ على هذا العدوان يجب أن يأتي من الدّولة الامر الذي يجعلنا نتوقّف جديّاً لنطرح السؤال: كيف ؟. وفي هذه النقطة تحديداً وانطلاقاً من حقّنا في الدّفاع عن أنفسنا كدولة وإذا كانت الوحدة الوطنيّة مطلوبة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على أعلى المستويات، فإنّ هذا العدوان الذي تعرّض له لبنان في قلب الضاحيّة الجنوبيّة هو الفرصة المثلى لتحقيق الاستراتيجيّة الدّفاعية، وإعادة قرار الحرب والسّلم إلى الدولة اللبنانيّة.