على هامش لقاء رئيس اللقاء العلمائي اللبناني سماحة الشيخ عباس الجوهري ونائبه سماحة السيد ياسر ابراهيم مع الزعيم الوطني وليد بيك جنبلاط كتب المحرر السياسي في موقع لبنان الجديد كاظم عكر :
لا يزال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط نجم المرحلة السياسية التي يمر بها لبنان وقد استطاع في عدة أسابيع خلت أن يكون اللاعب الاقوى على الساحة السياسية لما قام به من رسم جديد للخريطة السياسية اللبنانية حيث عمل بإتقان على إخراج مشهد سياسي لم يكن باستطاعة اي فريق سياسي رفضه فكان ان رضخ الجميع لهذا المشهد والسير به حتى النهاية.
لقد استطاع وليد جنبلاط رسم المرحلة بأدق تفاصيلها فجاءت استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ترجمة لما خطط له الزعيم الدرزي واستطاع بذلك إسقاط كل عناصر القوة التي كان يحتكرها كل من حزب الله و التيار الوطني الحر في الحكومة وبات هؤلاء الوزراء بين لحظة وأخرى لا يمثلون إلا انفسهم ,وهو من ناحية أخرى حرر رئيس الحكومة من سيطرة قوى الثامن من أذار وأراحه من أية ضغوطات كانت تمارس عليه وكان آخرها ملف التمديد للواء أشرف ريفي , وكذلك استطاع جنبلاط أيضا إعطاء هامش كبير كان تيار المستقبل يفتقده في هذه المرحلة وبالتالي فهو استطاع ان يضرب أكثر من عصفور بحجر واحد .
والاهم من ذلك كله أن النائب جنبلاط فتح الباب على مصراعيه لدخول المملكة العربية السعودية على خط السياسة اللبنانية لتكون اللاعب الأكثر حضورا في السياسة الداخلية اللبنانية فجاءت تسمية تمام سلام لرئاسة الحكومة بمباركة و إشراف المملكة العربية السعودية.
وفيما بعد كانت جميع الاطراف و القوى السياسية تحت ضربة الامر الواقع التي ضربها جنبلاط فلم يستطع احد طرح البديل الأقوى فجاءت التسمية بأعلى نسبة من الاصوات في الاستشارات النيابية الملزمة .
واما في مرحلة تشكيل الحكومة وهي المرحلة الاهم فلا يزال النائب جنبلاط اللاعب الاكبر لكنه الذي ينتظر بهدوء وإطمئنان لما ستسفر عنه المشاورات وهو مستعد للمساعدة وتسهيل التشكيل بكل صورها .
واما حزب الله فوجد نفسه الاضعف ففتح جبهة القصير لعله يستطيع تقديم انجاز في المعركة لاستثماره في تشكيل الحكومة لكنه إلى الآن لم يستطع تقديم أي انجاز وخاصة و ان هدفه إدخال سوريا على خط تشكيل الحكومة لان المعركة في القصير هي معركة كرّ وفرّ وليس فيها رابح حتى الآن , لذلك فإن الجميع امام انتظار الوقت الذي ستولد فيه الحكومة .
وكذلك الامر على الصعيد الانتخابي فعلى ما يبدو فإن النائب جنبلاط ليس مستعجلا على إقرار القانون الانتخابي وإن كان يؤكد على احترام المهل الدستورية لكنه يدعو الى اقرار قانون انتخابي لا يلغي أحدا ولا يعنيه ايضا التمديد أو التأجيل ما دام بيده تحديد الاكثرية في المجلس النيابي الحالي .