ويشكل كلامه نقضا للبيان الذي نشره نائبه أبو مهدي المهندس قبل ساعات، وفيه “المسؤول الأول والأخير عما حدث هي القوات الأميركية، وسنحملها مسؤولية ما يحدث اعتبارا من هذا اليوم”، مشيرا إلى أن الاستهداف كان “عن طريق عملاء أو بعمليات نوعية بطائرات حديثة”.
أفاد بيان بأن فصائل عراقية مسلحة حملت الأربعاء الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية انفجارات في مخازن أسلحة وقواعد تابعة لها.
وجاء في بيان لهيئة الحشد الشعبي، التي ينضوي تحت لوائها فصائل مسلحة تدعم إيران كثيرا منها، أن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أمريكية وتنفيذ مهام على أراض عراقية.
وذكر البيان المنسوب لجمال جعفر آل إبراهيم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، والمعروف باسم أبو مهدي المهندس، “نعلن أن المسؤول الأول والأخير عما حدث هي القوات الأمريكية، وسنحملها مسؤولية ما يحدث اعتبارا من هذا اليوم”.
وأضاف “ليس لدينا أي خيار سوى الدفاع عن النفس وعن مقراتنا بأسلحتنا الموجودة حاليا واستخدام أسلحة أكثر تطورا”.
كما اتهم المهندس الأميركيين “بإدخال أربع طائرات مسيرة إسرائيلية” الى العراق لـ”تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقرات عسكرية عراقية”.
وهدد المهندس في بيانه بأن الحشد سيتعامل مع أي طائرات أجنبية تحلق فوق مواقعه دون علم الحكومة العراقية، على أنها “طائرات معادية”.
ونأى الفياض بنفسه عن توجيه أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة، وقال إن بيان المهندس “لا يمثل الموقف الرسمي للحشد الشعبي”.
ويؤشر هذا التناقض إلى انشقاق محتمل في الهيئة التي تشكلت في العام 2014 بدعوى من المرجعية الدينية الشيعية العليا، لدعم القوات العراقية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
من جهته نفى البنتاغون مساء الأربعاء اتهامات الحشد. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “لسنا متورطين في الانفجارات التي وقعت أخيرا”، مضيفا أن الوجود الأميركي في العراق هو لدعم جهود البلاد ضد الجهاديين.
وأمر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الأسبوع الماضي بنقل جميع مخازن الذخيرة التابعة للقوات المسلحة أو الفصائل المسلحة خارج المدن.
وألغى كذلك جميع التصاريح للرحلات الخاصة للطائرات العراقية أو الأجنبية، وهو ما يعني ضرورة موافقة رئيس الوزراء مسبقا على الطلعات الجوية بما فيها التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار بعض المحللين إلى أن الضربات ربما نفذتها إسرائيل، التي لمحت العام الماضي إلى أنها قد تهاجم ما يشتبه بأنها أصول عسكرية إيرانية في العراق، مثلما فعلت بعشرات الضربات الجوية في سوريا.
وأشار مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة إلى أنهم يعتبرون أن العراق بات تهديدا أكثر مما كان عليه في السنوات القليلة الماضية، لكن لم يعلقوا بشكل مباشر على الانفجارات الأخيرة في مواقع الحشد الشعبي بالعراق.