أكّد مستشار وزير الخارجية والمغتربين أنطوان قسطنطين "ان الطائفية افرغت نظامنا السياسي من مضمونه، في حين ان على المواطن ان يربط أزمته الاقتصادية بمشكلة النظام، وهذا ما يجب ان يبدأ بفعله من خلال محاسبة الاحزاب المنتمي اليها كي يصار الى النظر للانسان من ناحية حقوق المواطنة وليس حقوق الطوائف، في حين ان موقف التيار الوطني الحر واضح في ارساء الدولة المدنية في لبنان."
وشدّد قسطنطين على "ان بنية الدولة لدينا هي مدنية لا دينية، ولا تستند الى الانجيل او القرآن، ولكن نظامنا طائفي فكل قوانيننا مدنية ما عدا قانون الاحوال الشخصية، ونحن نحتاج ان نعزّز الناحية المدنية في الدولة في الدولة التي تنازلت عن جزء من حقوقها باعطاء الطوائف بعض الحقوق في الاحوال الشخصية، سمي بالنظام التوافقي التعاقدي،" موضحا ان "مسيرة بناء الدولة بعدالطائف كانت عرجاء وبطيئة وملتوية، بغض النظر ان كان هناك لبنانيون رافضون للاتفاق، فاتفاق الطائف بعدما ترجم الى دستور تم تعديله فرفع عدد النواب من 109 نواب الى 128، ما ضرب روحيته كما لم يتم اقرار قانون اللامركزية الادارية مع العلم انه هذا القانون اعتبر ميثاقياً، اما اليوم فماذا يمنع من تطبيق الطائف بعدما تحرر لبنان من الاحتلالات والوصايات؟" معتبرا ان "الحوار الوطني يجب ان يدور اليوم حول طبيعة النظام وكيفية تطوير العيش المشترك في لبنان، ونقل الدولة من القرن العشرين نحو القرن الواحد والعشرين".
وكشف ان الاجتماع المسيحي الذي دعا اليه البطريرك الراعي، فيدخل ضمن اطار المناقشة التي يجب ان تحدث بين اللبنانيين بهدف تطوير النظام الذي هو جامد اليوم، لا يتقدم الى الامام، فأي بناء لا يكون مبنيا على صخر ينهار ويصيب الجميع،" ولفت الى "ان الذي طرحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بالنسبة للاستراتيجية الدفاعية وهو المسؤول عنها كونه حام للدستور، وهو قصد طرحها في هذا التوقيت بالذات لانه يدرك اهمية التوقيت في طرح الامور ويعرف كيف يوجه مسار النقاش في هذا الاطار."
وشدّد قسطنطين على "ان حين نتكلم كلبنانيين عن الاستراتيجية الدفاعية وحول ما هي الوسيلة الفضلى للدفاع عن لبنان وحمايته من الاعتداءات وتحصينه بوجه اسرائيل يجب ان نأخذ بالاعتبار المعطيات الجديدة التي تغيرت منذ طرح النقاش قبل دخول عامل الارهاب التكفيري على الخط، فالخطر لم يعد محصورا بالعدو الاسرائيلي،" لافتا الى ان "جدول الاعمال يجب ان يتوسع بعد تغير المعطيات، وقد سقط شهداء لبنانيين من القوى الامنية كما من المدنيين جراء التفجيرات الارهابية في عدة مناطق لبنانية".
وأشار الى "ان البيانات الوزارية تشرّع للمقاومة الدفاع عن لبنان وكل المشاركين في الحكومة موقعين على البيان اي يوافقون على ما جاء في مضمونه، ولذلك لا يمكن لاحد التنصل من هذه المنظومة الفكرية وهم شركاء في السلطة مع حزب الله،" وسأل قسطنطين ان "هل باتت قوة لبنان المتمثلة بالمقاومة عبئا على اللبنانيين؟ فيما هي تحمي لبنان من الاخطار المحدقة،" داعيا الى "ان بدل ان نختلف على نقاط قوتنا في الداخل يجب ان نستفيد منها في مواجهة العدو الاسرائيلي موحدين"، وطمأن الى ان "اللبنانيين يعرفون ان موضوع الدفاع عن لبنان يجب يحصل بامتلاك كل عناصر القوة والرئيس عون يطرح الموضوع من هذه الزاوية ويدعو الى التوحد حول دور المقاومة في المرحلة المقبلة".