سقطت خان شيخون بعد أن سال دمها ودُمرت بالكامل بفعل تدمير غير مسبوق في الحروب وخاصة من قبل دول مساهمة أو مشاركة الى جانب نظام تريد حمايته من السقوط اذ أنها تختص عادة بضرب أهداف وتجمعات عسكرية للخصوم والأعداء وللمسلحين الذين يهددون أمن نظام تابع لدولة من الدول النافذة في العالم ولكن أن تستخدم هذه الدول آلة تدمير كامل للبشر والحجر في سورية كما تفعل روسيا فهذه جريمة بشعة برسم الدول التي تدّعي حماية لحقوق الإنسان ولدول العالم الأول الذي يتحمل مسؤولة الإنسانية ويدفع باتجاه تعزيز مسؤوليات المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بمحاسبة من يخل بالأنظمة الدولية والقوانيين التي ترعاها الأمم المتحدة وفروعها من مجلس الأمن الى مؤسسات أخرى .
وهنا لا نُدين روسيا لأنها خارج السياق الإنساني وهي منساقة لأفعال وحشية بشعة ما زالت أعواد مشانقها مرفوعة في الشيشان التي حولوها الى رماد في حرب ضروس استخدم فيها الروس كل المحرمات والممنوعات الدولية دون أيّ اعتبار للمؤسسات الدولية المانعة لاستخدامات جرثومية ومواد قاتلة بالجملة للبشر تماماً كما فعلت في سورية من خلال استخدام غاز السارين إحدى مقتنيات النظام السوري كما قالت الوفود الدولية المتتالية لسورية لتحديد الجهة المسؤولة عن رمي السوريين بالغاز المشوه والقاتل للبلاد والعباد .
اقرا ايضا : عودة حزب الله الى أمل 1
ليست روسة جهة معنية بحقوق الأنسان ولا هي دولة ديمقراطية ولا تنتمي الى الدول التي تسهم في رفد الحضارة البشرية بصيغ حكم تعزّز من حقوق المواطنيين وتجعلهم إرادة السلطة الفعلية لا مجرد وجود هشّ وظيفته تقديم الطاعة وبذل العمل للآلهة السلطة كما هي حال وأحوال دول العالم الثالث وتقف روسيا في مقدمة هذه الدول الفاقدة لشرعية الحكم لاستخدام عصا السلطة وأخذ الثروة كحصص للرئيس ومعاونيه من شبكات ومافيات متعددة ممسكة برقبة الدولة . لهذا لا نسيء اليه في المطالبة بتصحيح أوضاعها الإجرامية لأن الإجرام من إختصاصها ولا يمكن مطالبة المجرم بوقف جرائمه لأن في ذلك انتفاء لأدوراه ولوظائفه ولتركيبته التي استمدّ منها ضرورة البقاء في السلطة ومصّ خيرات الشعوب وثرواتهم دون أن يكون لهم حق الأعتراض .
لذا نتوجه للعالم الأول الى الدول التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحماية المواطنيين من جرائم الحروب هذا العالم الذي يهتز من أقصاه الى أقصاه اذا ما تمّ قتل مخلوق من مخلوقاته ويندفع موجة واحدة ضدّ مرتكبيّ هذه الجرائم اذا ما حصلت في أيّ بلد أوروبي .رغم سلبية ثقتنا بإمكانية التدخل في بلادنا العربية حيث لا تكون هناك مصلحة اقتصادية للولايات المتحدة ولكن تبقى وسيلة العجز العربي مفتوحة على مناداة و مناجاة الغرب ليستفيق يوماً على حرارة الدماء السورية والتي تسيل بغزارة بسكين بوتين أحد جزاري هذا العصر .