نصر العرب كلمة رادت الألسنة على مدى سنوات مضت خصوصًا قبل أن يتحوّل النصر الى هزيمة نكراء في الوحول السورية 2011 . التي وان جئنا لنقارن الخسائر البشريّة بين حرب تموز وحرب سوريا لوجدنا ان الاخيرة اوقعت خسائر بشرية فاقت اعوام الاجتياح و تموز.
في مثل هذه الأيّام انتهت حرب تمّوز 2006 مُخلّفتًا ورائها دمار كبير وانعدام للأفق، وبدأت آناذاك دول العالم ولاسيّما العربيّة منها عبر شبكاتها الدبلوماسيّة بمُساندة لبنان، حرصًا منهم على حتميّة اعادة الاستقرار فيه.
ومن الدول التي هبّت إلى المُساعدة في إعادة إعمار البنى التحتيّة التي دُمّرت جرّاء القصف الإسرائيلي للمدن والقرى اللّبنانيّة، دولة قطر التي نجحت في تقديم المساعدة للبنان غير آبهة بالتكاليف الباهظة، واضعةً نصب أعينها اعادة الاستقرار لهذا البلد.
وقد بلغت قيمة المُساعدات التي تعهّدت قطر تقديمها للبنان لتمويل أعمال الاغاثة والاعمار حوالي 300 مليون دولار تقريبًا، بالإضافة إلى ذلك إعادة بناء جميع دور العبادة في عموم منطقتي البقاع والجنوب.
لا بُدّ من التذكير أنّ أوّل من أرسل طائرة خرقت فيه الحصار الإسرائيلي بعد العدوان كانت الخطوط الجوّية القطريّة. كما أنّها لم تتوقّف عند هذا الحدّ فقد شاركت قطر في حفظ السلام في الجنوب اللّبنانيّ، بموجب القرار الدولي رقم 1701. و استطاعت بدبلوماسيّتها المعهودة والفاعلة وئد نار الفتنة وأنقاذ لبنان من السقوط. فبعد دخول فئة من اللبنانيين لمؤازرة نظام الأسد، نجحت بالإفراج عن لبنانيّين كانوا قد اعتُقلوا في مدينة أعزاز السوريّة. فقطر دعمت خط مقاومة الاحتلال بكل ما اتيها من قوة و هذا كلّه قبل دخول فئة من اللبنانيّين الى سوريا لحماية نظام الاسد المستبد والمجرم، وفي تلك الاثناء استطاعت الوساطة القطريّة عام 2015، في إطلاق سراح 16 من الجنود اللّبنانيّين المُختطفين في جرود عرسال.
هذا ونأتي على ذكرها اليوم لأنّها حرصت دائمًا على الإلتزام الإنساني والديني، وفقًا لسياستها الثابتة والرشيدة دون تفرقة بين إنسان وآخر ، "شكرًا قطر" كانت أوّل محط كلام في كثير من المُناسبات والمُنتديات .
فبعد تقديم الدعم للشعب اللّبنانيّ في السلم و الحرب لا تزال قطر من الداعمة الأساسيّة للنشاطات الفكريّة والسياسيّة التنويرية في العالم فهي تسعى عبر دعم هذه النشاطات إلى خلق رأي جديد في الساحات العربيّة لدعم الديمقراطيّة و نبذ التطرّف.