وأوضح وزير داخلية باراغواي خوان إرنيستو فيلامايور في وقت لاحق أن قرار إدراج التنظيمات الإرهابية جاء بأمر من الرئيس ماريو عبدو بنيتيز (لبناني الأصل). وأكد فيلامايور في مؤتمر صحافي ضرورة اتخاذ إجراءات في المثلث الحدودي “حيث يشارك حزب الله في تهريب المخدرات وسرقة الملكية الفكرية وغسل الأموال”.
وشمل القرار، إلى جانب حزب الله وحماس، تنظيمي “داعش” و”القاعدة” اللذين يشكلان أيضا وفق الوزير فيلامايور “تهديدا خطيرا للأمنين الفردي والجماعي للمواطنين داخل وخارج أراضيهم”.
ولاقت خطوة أسونسيون ترحيبا من الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال السفير الأميركي لدى باراغواي “نهنئ دولة باراغواي على الاعتراف بهذه التنظيمات كمنظمات إرهابية ونعتقد أن هذه خطوة مهمة في مكافحة الإرهاب في المنطقة”.
وأضاف السفير الأميركي “ستقلل هذه التسميات من قدرة هذه المنظمات خاصة على جمع التبرعات في أميركا الجنوبية، وستسمح لبلداننا بالعمل بشكل أوثق وفعالية أكبر في منع ومكافحة الإرهاب الدولي”.
من جهته غرد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تويتر “نرحب بقرار رئيس باراغواي ماريو عبده بتعريف ‘حزب الله’ و’حماس’ على أنهما منظمتان إرهابيتان”. وأضاف نتنياهو “إننا نعمل حتى تتخذ المزيد من الدول هذه الخطوة المهمة”.
وتقود الولايات المتحدة جهودا كبيرة لدفع دول أميركا الجنوبية إلى اتخاذ مواقف حازمة خاصة تجاه حزب الله الذي يعتقد أن له وجود مؤثر وعلاقات متشعبة مع منظمات إجرامية متورطة في غسيل أموال وتجارة المخدرات، توفر له عائدات مالية ضخمة.
ورعت واشنطن في يونيو الماضي بالعاصمة الأرجنتينية ببيونس آيرس ورشة عمل شارك فيها عاملون في مجال إنفاذ القانون ومدعون عامون وممارسون ماليون من عدد من دول أميركا الجنوبية من الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وباراغواي والبيرو.
وركزت الورشة على أسلوب عمل حزب الله وبنيته التحتية الإجرامية وأنشطته في الأميركتين، مع بحث آليات مواجهة الحزب وداعميه.
ويرى محللون أن جهود الولايات المتحدة باتت تثمر نتائج مهمة على صعيد محاصرة حزب الله، لافتين إلى أن التغيير الذي طال هرم السلطة في عدد من أقطار أميركا الجنوبية يتماهى والذهنية الأميركية.
وكشفت وكالة بلومبيرغ هذا الأسبوع أن البرازيل تدرس القيام بخطوة مماثلة للباراغواي في تصنيف حزب الله. ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين أن حكومة الرئيس البرازيلي، جايير بولسونارو “تقوم حاليا بتحليل خياراتها للمضي قدما في هذا الاتجاه”.
ويرجح أن يؤدي إدراج البرازيل لحزب الله كمجموعة إرهابية إلى توتر جديد في العلاقات مع إيران التي تستورد منتجات برازيلية بأكثر من ملياري دولار سنويا.
وكانت العلاقة بين برازيليا وطهران قد شهدت توترا الشهر الماضي على خلفية رفض البرازيل تمكين سفينتين إيرانيتين محملتين بالحبوب راسيتين في الموانئ البرازلية منذ أسابيع، من الوقود، استجابة للعقوبات الأميركية على طهران.
ويعتبر حزب الله إحدى أبرز أذرع إيران، وتتجاوز تهديداته منطقة الشرق الأوسط إلى عدة أجزاء من العالم ومنها أميركا الجنوبية حيث ينشط في تجارة المخدرات وغسيل الأموال.